اتجاهات الخبراء والممارسون لاستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في مهنة العلاقات العامة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 باحث دكتوراه بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام – جامعة القاهرة .

2 الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة .

3 الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة .

المستخلص

شهدت العلاقات العامة في شركات الاتصالات الفلسطينية بالضفة الغربية تحولًا ملحوظًا بفضل الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل برامج الدردشة، وتحليل المشاعر، والأنظمة الآلية لمعالجة البيانات. وعلى الرغم من دور هذه التقنيات في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين تجربة العملاء من خلال تقديم حلول أسرع للاستفسارات، واستهداف الإعلانات بشكل أكثر دقة، وإدارة الأزمات بفاعلية، إلا أن استخدامها لا يزال يثير العديد من التساؤلات حول مدى تأثيرها على طبيعة مهنة العلاقات العامة، والقيود التي تواجهها عند التعامل مع القضايا المعقدة التي تتطلب تدخلاً بشريًا. كما تبرز مخاوف أخلاقية تتعلق بخصوصية البيانات، والتحيز الخوارزمي، والفجوات في البنية التحتية التكنولوجية، مما يستدعي دراسة معمقة لفهم التحديات والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
ولتحليل هذه القضايا، اعتمدت الدراسة على المنهج الكيفي، حيث أجريت مقابلات معمقة مع 12 من كبار المديرين والخبراء في مجال العلاقات العامة والذكاء الاصطناعي داخل شركات الاتصالات الفلسطينية. وتم استخدام الترميز المنهجي عبر برنامج MAXQDA لتصنيف البيانات إلى أربعة محاور رئيسية، شملت دور الذكاء الاصطناعي في العلاقات العامة، وتأثيره على المهنة، والتحديات التي تواجه استخدامه، والفرص التي يتيحها.
كشفت النتائج أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تحسين أداء شركات الاتصالات من خلال تعزيز فهم سلوك العملاء ومشاعرهم، وأتمتة المهام المتكررة مثل إنشاء المحتوى ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي. غير أن فعالية هذه التقنيات كانت محدودة في التعامل مع القضايا الدقيقة والمعقدة، مما جعل التدخل البشري ضروريًا للحفاظ على الدقة والثقة في المخرجات. كما أشار المشاركون في الدراسة إلى تحديات أخرى، من بينها افتقار بعض الأنظمة للشفافية، وصعوبة التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والفرق البشرية، الأمر الذي أدى أحيانًا إلى ارتباك العملاء، كما أكدت الدراسة الحاجة إلى تطوير برامج تدريبية متخصصة لسد الفجوة بين العنصر البشري والأنظمة الذكية، وتعزيز التعاون بين فرق العلاقات العامة والتقنيين لضمان تكامل الأدوار. كما أوصى المشاركون بضرورة إنشاء أطر تنظيمية واضحة لحوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف ضمان الامتثال للمعايير الأخلاقية والحد من المخاطر المتعلقة بالخصوصية والتحيز. وأخيرًا، خلصت الدراسة إلى أن النموذج الهجين، الذي يجمع بين القدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية، يمثل الحل الأمثل لتحقيق الابتكار المستدام في العلاقات العامة، حيث يوفر التوازن المطلوب بين الكفاءة التشغيلية والمساءلة الأخلاقية في التعامل مع العملاء.

الكلمات الرئيسية