خطاب الإعلام المصري تجاه القضايا السياسية في الدول العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الاتصالات التسويقية المتکاملة بکلية الإعلام وتکنولوجيا الاتصال ــ جامعة السويس

المستخلص

يمکن بلورة المشکلة البحثية تحديدًا في رصد وتحليل الخطاب الإعلامي المصري نحو القضايا السياسية في الدول العربية: سوريا نموذجًا (القضايا السياسية في سوريا نموذجًا)، فکيف عالجت وسائل الإعلام المصري هذه القضايا السياسية؟ ما أبرز الأطروحات التي تم طرحها في هذه الوسائل عند معالجتها هذه القضايا؟ وما أوجه التشابه والاختلاف بين وسائل الإعلام محل الدراسة في طرحها لهذه الأطروحات؟ وما مسارات البرهنة التي اعتمد عليها خطاب هذه الوسائل في معالجته هذه القضايا؟ وما أهم القوى الفاعلة المؤثرة تجاه هذه القضايا؟ وما أبرز الأطر المرجعية التي اعتمد عليها خطاب هذه الوسائل في معالجته هذه القضايا؟ وهل هناک تأثير لنمط ملکية هذه الوسائل في خطابها تجاه هذه القضايا؟
 وتأکيدًا على تمثيل أنماط ملکية وسائل الإعلام المصرية، وقع الاختيار على جريدة الأهرام لتمثيل نمط الملکية القومية (الحکومية)، وجريدة الأهالي لتمثيل نمط الملکية الحزبية، کما وقع الاختيار على جريدة الشروق وقناة المحور لتمثيل نمط الملکية الخاصة.
  يمکن عرض نتائج الدراسة من خلال الإجابة عن تساؤلات الدراسة، وذلک على النحو الآتي:

·    ما طرق معالجة وسائل الإعلام المصرية القضايا السياسية في سوريا؟

تبين من الدراسة أن مواد الرأي التي تناولت هذه القضايا نُشرت في صفحات مختلفة من الصحف قيد الدراسة، ولم تقتصر على صفحة بذاتها، فمنها ما نُشر في الصفحة الأولى، ومنها ما نُشر في الصفحات الداخلية، أمّا بالنسبة للقناة الفضائية محل الدراسة فقد تناولت هذه القضايا في أوقات مختلفة من برنامجها محل الدراسة.
کما تبين من الدراسة اهتمام وسائل الإعلام محل الدراسة بهذه القضايا بشکل کبير، مما جعلها تفرد لها مساحات وأوقات زمنية کبيرة، قد تصل إلى صفحة أو حلقة کاملة، فقد سيطرت هذه القضايا على مواد الرأي في تلک الوسائل خلال الإطار الزمني للدراسة، وکذلک أظهرت الدراسة اهتمام کتّاب ومقدمي مادة الرأي في الوسائل الإعلامية محل الدراسة بهذه القضايا، سواء کانوا من مقدمي وکتّاب ومحرري الوسيلة نفسها أو من خارجها.
وقد کشفت الدراسة اعتماد الصحف في طرحها ومعالجتها هذه القضايا على معظم مواد الرأي الصحفية، خاصة المقالات والأعمدة الصحفية والافتتاحيات والتقارير والتحقيقات والحوارات والندوات.
أمّا فيما يتعلق بمستويات اللغة العربية المستخدمة في معالجة وسائل الإعلام محل الدراسة لقضايا الدراسة فقد اتضح من خلال نتائج الدراسة أن جريدة الأهرام استخدمت لغة عربية صحفية/إعلامية في أحيان کثيرة، ولغة عربية فصيحة في أحيان قليلة، ولهجة عربية عامية في أحيان قليلة جدًّا. واستخدمت جريدة الأهالي لغة عربية صحفية في معظم الأحيان، ولغة عربية فصيحة في بعض الأحيان، ولهجة عربية عامية في البعض الآخر. أما جريدة الشروق فقد استخدمت لغة عربية صحفية/إعلامية في أحيان کثيرة، ولغة عربية فصيحة في أحيان قليلة، ولهجة عربية عامية في أحيان أقل. في حين استخدم برنامج "90 دقيقة" بقناة المحور لغة عربية إعلامية في أحيان کثيرة، ولهجة عربية عامية في أحيان أخرى، ولغة عربية فصيحة في أحيان أقل.

·  ما أبرز الأطروحات التي تم طرحها في وسائل الإعلام محل الدراسة عند معالجتها القضايا السياسية في سوريا؟ وما أوجه التشابه والاختلاف بين هذه الوسائل في طرحها لهذه الأطروحات؟

أظهرت الدراسة أن أبرز أطروحات خطاب وسائل الإعلام محل الدراسة قد تمرکزت في تسعة محاور رئيسة؛ هي: السلطة الرسمية في سوريا، والمعارضة والتنظيمات المسلحة في سوريا، والموقف المصري تجاه القضايا السياسية في سوريا، وموقف الدول العربية تجاه القضايا السياسية في سوريا، وتوجهات الدول الغربية وإسرائيل نحو القضايا السياسية في سوريا، والتوجهات الروسية نحو القضايا السياسية في سوريا، والتوجهات الإيرانية نحو القضايا السياسية في سوريا، والتوجهات الترکية نحو القضايا السياسية في سوريا، والوضع القائم في سوريا.
وقد أظهرت الدراسة أن وسائل الإعلام محل الدراسة قد عالجت قضايا الدراسة من خلال عدة أطروحات تشارکت فيها تلک الوسائل الإعلامية إلى حد کبير، مع وجود تباين يبدو واضحًا في کيفية توظيف هذه الأطروحات، بحسب سياستها التحريرية ونمط ملکيتها والاتجاه الفکري الذي تتبناه، وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات السابقة، من أهمها دراسة "هشام عطية، 1995".
فقد أبرزت وسائل الإعلام القومية أطروحات الموقف المصري تجاه القضايا السياسية في سوريا، والتوجهات الإيرانية نحو القضايا السياسية في سوريا، والتوجهات الترکية من القضايا السياسية في سوريا، بشکل أکبر من وسائل الإعلام الأخرى. واهتمت وسائل الإعلام الحزبية بأطروحات السلطة الرسمية في سوريا، والمعارضة والتنظيمات المسلحة في سوريا، والتوجهات الروسية نحو القضايا السياسية في سوريا بشکل أکبر. في حين اهتمت وسائل الإعلام الخاصة بشکل أکبر بأطروحة موقف الدول العربية تجاه القضايا السياسية في سوريا.
أمّا بالنسبة إلى أوجه التشابه بين وسائل الإعلام محل الدراسة في طرحها لهذه الأطروحات فقد کان من نصيب أطروحتي توجهات الدول الغربية وإسرائيل نحو القضايا السياسية في سوريا، والوضع القائم في سوريا.

·  ما مسارات البرهنة التي اعتمد عليها خطاب وسائل الإعلام قيد الدراسة في معالجته القضايا السياسية في سوريا؟ وما أبرز الأدلة والبراهين والحجج والمقولات التي قدمها خطاب هذه الوسائل في هذه القضايا؟

کشف تحليل مسارات البرهنة الخاصة بالخطاب الإعلامي لوسائل الإعلام قيد الدراسة أن ثمة اختلافات وتباين في هذه المسارات؛ فقد أظهر تحليل مسارات البرهنة الخاصة بخطاب جريدة الأهرام (القومية) تجاه القضايا السياسية في سوريا أن طبيعة معظم هذه المسارات اتسمت بالمعارضة (السلبية) نحو المعارضة والتنظيمات المسلحة، وموقف الدول العربية، وتوجهات الدول الغربية وإسرائيل وروسيا وإيران وترکيا، والوضع القائم في سوريا، في حين اتصفت التکتيکات المستخدمة في هذه المسارات بالهجومية. واتسمت طبيعة باقي هذه المسارات بالمؤيدة (الإيجابية) تجاه السلطة الرسمية، والموقف المصري، في حين اتصفت التکتيکات المستخدمة في عرض هذه المسارات والحجج المطروحة بالإقناعية. وقد اتضح من الدراسة أن هناک توافق إلى حد کبير بين الخطاب الإعلامي للجريدة تجاه القضايا السياسية في سوريا مع الخطاب الرسمي للدولة؛ فهي جريدة قومية تتبع الدولة.

الكلمات الرئيسية