محرکات الاتصال الإقناعي في الخطاب الرئاسي المصري الموجه لوسائل الإعلام الدولية "بالتطبيق على خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي" خلال الأعوام من 2014-2017

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم العلاقات العامة بکلية الإعلام – جامعة 6 أکتوبر

المستخلص

تتمثل أهمية الدراسة في أهمية تحليل محرکات واستراتيجيات الاتصال الإقناعي للخطاب الرئاسي المصري، وتزداد أهميتها حينما يرتبط بتحليل الخطاب الموجه لوسائل الإعلام الدولية في فترات زاخرة بالشائعات والأزمات بل والمخاطر، التي قد تحيط بصورة وسمعة مصر وسياساتها الداخلية والخارجية على کافة المستويات القومية والإقليمية والدولية.
فضلاً عن أهمية الخطاب في تلک الفترة في أعقاب انتفاضات شعبية ضد النظم الحاکمة، وما تبعه من حراک سياسي جديد من نوعه في نقل رسالة الدولة ورؤيتها في مرحلتها وارتباطها بالمراحل اللاحقة . لذا بات لتحليله مکانة مهمة على نحو يميل إلي وضع اعتبارات جديدة للراي العام واتجاهاته وقيمه وحقوقه ومصالحه. کما تزداد أهمية الدراسة في سياق الدور المهم للغة السياسية وما تؤديه أفعال الکلام المقنع. بالإضافة إلى المؤشرات الزمنية والقوى الفاعلة في خطابات القادة السياسيين لما لها من تأثيرات على اتجاهات الشعوب.
وعلى هذا النحو استهدفت الدراسة تحليل الخطاب الرئاسي الموجه لوسائل الاعلام الدولية من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 2014-2017. وتمثل المشکل البحثي في رصد أهداف الخطاب الرئاسي وتحليل آليات واستراتيجات ومحرکات الاتصال والتواصل الاقناعي. بالإضافة إلى التعرف على مسارات البرهنة الواردة في خطاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وما يتضمنه من العلاقات والقوى الفاعلة المتضمنة والمؤشرات الزمنية الدالة على الخطاب ،بالإضافة إلى رصد أهداف الأفعال الکلامية التي تضمنها الخطاب عينة التحليل والدراسة.
وتعد هه الدراسة من الدراسات الکيفية المتعمقة اعتمدت الباحثة على المدخل التکاملي لکل من التحليل النقدي والنصي والاستدلالي للخطاب باعتباره ملائماً لطبيعة وموضوع البحث. إلى جانب التکامل بين المنهج الکيفي واتباع الاتجاه الاستدلالي منهج المسح من خلال توظيف کل من منهج تحليل الخطاب وأسلوب تحليل المحتوي الوصفي التحليلي کيفيا. ومسح عينة من خطابات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوسائل الإعلام الدولية، التي بلغت (10) خطابات من (39) خطاباً من إجمالي الخطابات الدولية، بنسبة 56,5%  من إجمالي الخطابات التي حصلت عليها الباحثة من الهيئة الوطنية للإعلام بشکل رسمي.
وتوصلت نتائج الدراسة في المجمل إلى:
اعتمد الخطاب الرئاسي الموجه لوسائل الإعلام الدولية على نماذج التأثير الاتصالي القائمة على الإقناع والاستدراج، بهدف تسويق صورة مصر وسياساتها الاقتصادية والتشريعية والقانونية . فضلا عن إدارة صورة القضاء المصري وصورة مصر کدولة مؤسسات؛ بهدف بناء أطر فکرية تسير في نفق إدارة هيبة الدولة المصرية، وتنمية الشعور بالقومية العربية، والمواطنة على المستوى القومي والعربي والدولي .
وکذا توظيف استراتيجيات المعلومات والتکرار وبناء المعاني بهدف بناء وتشکيل صورة وهوية مصر الجديدة العظيمة . وأن استقرار مصر يعني استقرار المنطقة بل والعالم في أذهان جمهور وسائل الإعلام الدولية التي خاطبها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. بالإضافة إلى التأکيد على أهمية الوحدة العربية  من خلال تکرار المعاني المرتبطة بدور القوة العربية المشترکة والتخفيف من وطأة التساؤلات الخاصة بمجابهة الإرهاب في مصر وجيرانها. وأيضاً بالنسبة لقضايا رفع الدعم وتعويم الجنيه وإمکانية المصالحة مع الإخوان والسياحة وعلاقة الشباب المصري بدولته . وما إلى ذلک من قضايا تناولها الخطاب محل البحث والتحليل.
کما استهدف تسويق الإنجازات ،خاصةً بالسياسات الاقتصادية، بهدف بث روح الأمل والطمأنينة في نفوس المصريين بالخارج. وکذا جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال غرس معنى ومفهوم مصر الجديدة.. مصر المستقبل. بالإضافة إلى تسويق حالة التکامل بين الجهود والتعاون بين کافة أجهزة الدولة والشعب المصري. بالإضافة إلى سويق صورة الشعب المصري صانع الثورات الشعب القادر على الإطاحة بنظام وجلب غيره من الأنظمة في إطار من الحرية والديمقراطية، والشعب المتضامن مع وطنه ومتاعبه الاقتصادية وسياساته ورئيسه.
بينما تمثلت القوى الفاعلة في الخطاب الرئاسي بالدرجة الأولى في القوى الفاعلة ذات السمات الإيجابية،والتي تمثلت في کل من: مصر ممثلة في شخص رئيس الدولة المصرية ،وشعبها، والقوى الأمنية، والقانون و القضاء المصري ورجال الأعمال، والجيش المصري، والأزهر الشريف، وکذا الأشقاء العرب ودعمهم المستمر لمصر.
واعتمد الخطاب الرئاسي الموجه لوسائل الإعلام الدولية على محرکات الإقناع المرتبطة بالتوافق والتطابق والبرهان الاجتماعي بدرجة کبيرة. وعلى مسافة واحدة اعتمد على المحرکات الخاصة بکل من: المحبة والصداقة والاستدماج الاجتماعي، سواء کان ذلک على المستوي المصري أو العربي أو الدولي. فضلاً عن توظيف محرکات التباين والمقارنة بهدف إطهار الفرق. ومحرکات التبادل والسلطة بدرجة واحدة تقريباً، ثم محرک الالتزام بالوعد والشفافية، وأخيراً المحرکات الخاصة بالندرة ،التي تم استخدامها في سياق الحديث عن ندرة مصر وتاريخها وحضارتها وشعبها وموقعها الاستراتيجي.
کما اعتمد على توظيف استراتيجيات التبرير والربط بين الأسباب والنتائج في إطار من الصبر والتعاون بين رئيس الدولة ومؤسساتها وشعبها وفي إطار من الاستدماج الاجتماعي المصري والعربي والدولي بشکل رئيسي. فضلاً عن توظيف  الاستراتيجية الثقافية والاجتماعية في إطار الاستدماج والجذب والحشد والتوحد مع الجمهور، سواء کان ذلک في سياق استخدام الاستمالات المنطقية أو العاطفية،سواءً کان ذلک الاستدماج على مستوى قومي أو عربي أو دولي.
وکذا توظيف استراتيجيات الترهيب والتخويف والتهديد في إطار محرکات السلطة، سواء کانت تلک السلطة تتعلق بسلطة الدولة أو سلطة القانون أو سلطة الشعب المصري. فضلاً عن سلطة المحبة ووطنية الشعب المصري وجميع القوى الموالية لمصر محلياً وعربياً.
واتسمت المؤشرات الزمنية للخطاب الرئاسي الموجه لوسائل الإعلام الدولية بالربط المنطقي بين کل من الماضي والحاضر بالمتقبل بالدرجة الأولى من خلال الربط بين توصيف الواقع وکيفية التعامل معه في ضوء الاستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل لأجل تحقيق الأهداف المستقبلية المرادفة لخطة الدولة.
کما تميز الخطاب الرئاسي بشکل کبير بالمؤشرات الدالة على المستقبل ، وأکد على ذلک تکرار استخدام الأفعال والکلمات الدالة على ذلک، مثل: "الاستراتيجي – رکيزة استراتيجية – الحس الاستراتيجي – سنکون حريصين – سنحاول – ستکون لدينا مباحثات هامة وبناءة طويلة الأمد... إلخ".
واستهدفت الأفعال اللفظية والعبارات النصية في الاستدماج الدولي، واستثارة العواطف المرتبطة بالمحبة، سواء على المستوى العربي أو الدولي. کما استهدفت استثارة الخوف والخبرات المؤلمة مع القضايا التي تتعلق بالأوضاع العالمية، مثل الإرهاب، والأوضاع الاقتصادية للدول التي داهمها الإرهاب.
وأخيراً اتسم الخطاب الرئاسي لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالترابط والتماسک . کما اعتمد في مجمله على ضمير المتکلم نحن أو نا الفاعلين، بينما لم يتم استخدام ضمير الأنا إلا في أضيق الحدود في حال التخصيص وعدم إمکانية التعميم، مثل: الالتزام بالمسئولية أو التنظير للمستقبل أو التنبؤ به. کما وظف الکثير من أساليب الإقناع البلاغي، سواء کان ذلک من خلال توظيف الألفاظ أوالاستعارة أوالکناية أوالتشبيه أو من خلال التقابل أو سحر التضاد.
The Engines of Persuasive communication in the Egyptian Presidential Discourse Directed to the international media
Applying to Presidential Discourse of Honorable President:Abdel Fattah El-Sisi's During the years from 2014-2017
Abstract
The importance of the study is represented in the importance of analyzing the persuasive communication engines and strategies of the Egyptian presidential Discourse .Its importance increases when it's related to  spread of rumors, crises, and even dangers , may surround the image and reputation of Egypt and its domestic and foreign policies at all national, regional and international levels.
In addition to the importance of the discourse the wake of popular uprisings against the Governor systems and the new political movement that followed in transmitting the state’s message and vision in its stage and its  relation subsequent stages.
Therefore, its analysis has more important in a manner that tends to introduce new considerations to public opinion, its trends, values, rights and interests.
The importance of the study increases in the context of the important role of political language and what persuasive discourse acts play. in addition to time indications and the active forces in the discourse of political leaders because of their influences on peoples' attitudes.
So, this  study aimed to analyze the presidential discourse directed to international media by His Excellency: President Abdel Fattah El-Sisi during the period: 2014-2017.
The research's problem was to monitor the objectives of the presidential discourse and analyze the mechanisms, strategies and engines of persuasive communications. in addition to analyze the paths of proof mentioned in the discourse of His Excellency President :Abdel Fattah El-Sisi. Beside to the relationships and Active forces involved in addition to tense's indicators monitoring the objectives of the verbal actions included in the discourse
This study is considered one of the in-depth qualitative studies. The researcher depended on the integrative approach for each of the critical, textual and inferential analysis of the discourse as appropriate to the nature and topic of the research.
Beside to the integration between the qualitative approach and following the inferential trend The survey method by employing both the discourse analysis method and the qualitatively descriptive analytical content method and a sample survey of which amounted to (10) letters from (39) of the total international discoursees, with 56,5% of the total discourses that the researcher obtained officially from the National Media Authority
The results of the study, as a whole, concluded:
The presidential discourse directed to the international media relied on models of communicative influence based on persuasion model.with the aim of marketing and promoting the image of Egypt and its economic, legislative and legal policies.
As well managing the image of the Egyptian judiciary and the image of Egypt as a state of institutions. It also relied on building intellectual frameworks that go through the tunnel of managing the prestige of the Egyptian state, developing a sense of Arab nationalism, and citizenship at the national, Arab and international levels.
as well as employing information , repetition and building meanings strategies with the aim of building and shaping the image and identity of the great New Egypt.
As that the stability of Egypt means stability in the region and even the world in the minds of the international media audience that President Abdel Fattah El-Sisi talked.
In addition to insure the importance of Arab unity through repeating the meanings joint to the role of the Arab power, reducing the burden of questions related to confronting terrorism in Egypt and its neighbors,
And also for issues of raising support, floating the pound, the possibility of reconciliation with the Muslim Brotherhood, tourism, the relationship of Egyptian youth with their country affected and other issues holded in precedental discourse.
It also aimed to market achievements, especially economic policies, with the aim of spreading spirit of hope and reassurance in the souls of Egyptians abroad.
as well as attracting foreign investments by implanting the meaning and concept of the new Egypt - the future Egypt. Besides marketing the integration and cooperation between the efforts of all the state agencies and the Egyptian people.
In addition to marketing the image of the Egyptian people as the maker of revolutions, who are able to overthrow a Governor system and bring other   within a framework of freedom, democracy and the people in solidarity with their homeland and its economic troubles, policies and its president?
While the effective forces in the presidential discourse were represented primarily by the positive characteristics. which were represented In each of the: Egypt represented by the person of the Egyptian head of state, its people, security forces, the Egyptian law & judiciary, businessmen, the Egyptian army, Al-Azhar Al-Sharif.As wll the Arab brothers and their continuous support for Egypt.
The presidential discourse relied on the engines of persuasion related to harmony, congruence and social evidence, to a large extent and at the same distance. And also relied on the engines of love, friendship and social inclusion. Whether at the Egyptian, Arab or international level.
As well as employing contrast and comparison engines to impress the difference. And the engines of exchange and Authority on one degree, then the engine of promise commitment and transparency.Finally the engines of scarcity, which were used in the context of talking about Egypt's scarcity, its history, civilization, people and its strategic location.
It also relied on employing justification and linking causes and results strategies .within a framework of Patience&cooperation between the head of state, its institutions and its people, within the framework of Egyptian, Arab and mainly international social integration
.As well as employing the cultural and social strategy in the framework of integration, attraction, mobilization and unification with the public. Whether in the context of usage logical or emotional appeals, whether that integration is on a national, Arab or international level.
As well relied on employing intimidation and threats strategies. within the framework of the power which relates to the authority of the state, rule of law, or the power of the Egyptian people and its patriotism. As well as the authority of love and all the loyal forces to Egypt, locally and in the Arab world.
The tenses indicators included the presidential discourse directed at the international media were characterized by a logical link between the past and the present with the future in the first through the link between the description of reality and how to deal with it in light of benefiting from the past to predict the future in order to achieve future goals corresponding to the state’s plan.
The presidential speech was also widely characterized by indicators indicating the future, and this was emphasized by the repeated use of verbs and words such as: “The strategic - strategic pillar - the strategic sense - we will be careful - we will try - we will have important and constructive long-term discussions ... etc.”
The goals of the verbal actions and textual phrases in the presidential discourse aimed at refer to the international integration, stimulate the emotions associated with love, whether at the Arab or international or Arab and international level.
As well as aimed at stimulate fear and painful experiences with issues related to global situations such as: terrorism, and the economic conditions of countries that raided by terrorism.
Finally, the presidential discourse of His Excellency President Abdel Fattah El-Sisi was characterized by Bonding and cohesion.
It also relied entirely on speaker pronoun : we or our subjects,whereas the ego pronoun was only used in the narrowest of limits in the case of assignment and inability to generalize, such as: commitment to responsibility, theorizing or predicting the future.
And employed many styles of rhetorical persuasion, whether that was through the use of idioms, metaphors, similes and metaphors, or through contrast magic.
 

الكلمات الرئيسية