الاتجاهات البحثية في دراسات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى في الاتصالات المؤسسية "دراسة تحليلية من المستوى الثاني "

تسعى هذه الدراسة إلى رصـد وتحليل وتقييم تطـور الاتجاهات والمسارات البحثية الحديثة المعنية بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى في الاتصالات المؤسسية، من خلال تحليل الدراسات التي أجريت في الفترة الزمنية من عام 2014 إلى عام 2024 ، وذلــك بهــدف: تقديم رؤية متعمقة للتوجهات البحثية الحديثة بهذه القضية، والتعرف على أهم القضايا الرئيسية لهذه التوجهات، ومعرفة الأطر والنماذج الفكرية التي تعتمد عليها هذه الدراسات، والإجراءات المنهجية وأهم نتائجها وتوصياتها. وتنتمي هذه الدراسة إلى بحوث تحليل المستوى الثاني التي تهدف إلى إجراء مراجعة تحليلية للبحوث المنشورة حول قضية محددة. وتمثلت أهم نتائج الدراسة في أن توظيف استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصًا هائلة لتغيير ماهية الاتصالات المؤسسية. من خلال الاستفادة من منافع الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات تحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء ودفع عجلة الابتكار.
وكان المسار البحثي الغالب على الدراسات هو: مجالات تأثيرات توظيف الذكاء الاصطناعى فى الاتصالات المؤسسية ، وبيان تأثير الاستخدام المؤسسي لهذه التقنيات على كل من : مجالات إنتاج وجودة وتسويق المحتوى المؤسسي ، مجال اتصالات إدارة التغييروتنمية المنظمات ، مجال اتصالات إدارة الأزمات والمخاطر، مجال صنع القرارات المؤسسية، مجال التأثير على الثقافة التنظيمية، مجال التأثير على القيادة المؤسسية، مجال تغير الهياكل التنظيمية للمنظمات ، مجال الأداء المؤسسي والفاعلية التنظيمية.
تكشف توجهات الدراسات الأجنبية أنها تباينت وتعددت المداخل البحثية التي ناقشت هذه الدراسات بما يبرز أهمية هذا الموضوع من خلال تأثير توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى على الاتصالات المؤسسية على مستوى البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسات المختلفة. وبرز الاتجاه في الدراسات الأجنبية نحو الاستعانة بنظريات ونماذج و مداخل من علوم متصلة بعلم الاتصالات المؤسسية في مقدمتها: علوم البرمجة ، علم الإدارة، علم النفس السلوكى، علم الأجتماع، إدارة الموارد البشرية ، بالإضافة الى تعددية المناهج البحثية مما أدى إلى تنوع الأدوات البحثية المستخدمة مما أدى الى تنوع مجتمعات وبيئات ومجالات التطبيق مما أدى وجود تأصيل معرفى ومفاهيمى لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى في الاتصالات المؤسسية.
أما بالنسبة لتوجهات الدراسات العربية الى أقتصار أغلب التوجهات العربية على استشراف واستكشاف للرأي العام النوعى ( وهم الخبراء وممارسو العلاقات العامة أو متخصصو الاتصالات المؤسسية ) حول هذا الموضوع نظراً لحداثة وخصوصية المجال في بيئة الاتصال المؤسسي العربى.
و برزت الدراسات العربية بالأستعانة بالأطر النظرية الإتصالية استرشاداً بالدراسات الأجنبية. واتسمت بمحدودية المناهج البحثية مما أدى إلى قلة الأدوات البحثية المستخدمة وذلك لان هناك محدودية في مجتمعات وبيئات ومجالات التطبيق الأمر الذى أدى إلى التأخر قدماً في هذا المجال. وتم التوصـل إلـى رؤيـة مسـتقبلية لتطويـر الدراسـات العربيـة والمصريـة في هـذا المجـال سـواء مـن حيــث القضايــا التــي يتــم التركيــز عليهــا أو الإطار المنهجى لهــا. تشير الدراسة إلى مجالات منهجية رئيسية تحتاج إلى الدراسة والبحث، ومنها توجه الدراسات العربية إلى توسيع نطاق تطبيق البحوث المسحية و دراسة الحالة والدراسات التجريبية عبر بيئات وسياقات مؤسسية مختلفة. وكذلك دراسات ربط توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى في الدراسات العربية بالاتصالات الداخلية المؤسسية مثل: اتجاهات تدفق الاتصالات ، شبكات الاتصال الرسمية وغير الرسمية ، إدارة التغيير ، تنمية المنظمات ، إدارة المفاوضات المؤسسية، الرضا والارتباط الوظيفى للعاملين ، الثقافة التنظيمية ، القيادة ، صنع القرارات المؤسسية. بالإضافة الى ربط توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى في الدراسات العربية بالاتصالات الخارجية مثل: إدارة العلاقات مع جماعات المصالح وإدارة العلاقات مع العملاء، التوجه لتأسيس اطار ممارسات حوكمة الذكاء الاصطناعى الفعالة في الاتصالات المؤسسية.والتوجه لدراسات لفهم كيفية تأثير المتغير الثقافي في الشركات متعدية (الجنسيات) وتأثيراتها على الاتصالات المؤسسية في المجتمعات المختلفة. والتوجه نحودراسات استشرافية مستقبلية على التأثيرات الاجتماعية والنفسية طويلة المدى لدمج الذكاء الاصطناعي على السلوك التنظيمي وديناميكيات الاتصال المؤسسي مع  القوى العاملة ومدى انتاجتيهم ورضاهم الوظيفى، والتوجه نحو تبنى نماذج ومداخل نظرية متعددة متكاملة ومتداخلة لدراسة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى في الاتصالات المؤسسية.
 وأخيرا تعزيز جاهزية الذكاء الاصطناعي في المنظمات على المستوى الفردي والتنظيمي