صورة العرب والمسلمين کما تقدمها إعلانات الطرق في الولايات المتحدة الأمريکية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العلاقات العامة بقسم الإعلام بکلية الآداب بجامعة کفر الشيخ

المستخلص

سعت هذه الدراسة إلى تحديد سمات صورة العرب والمسلمين کما تقدمها إعلانات الطرق في الولايات المتحدة الأمريکية، واعتمدت الدراسة على تحليل المضمون والتحليل السيمولوجي لتحليل ( 113 ) إعلاناً قامت بنشرها عدد من المؤسسات الأمريکية الداعمة لإسرائيل خلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2017.
وتکشف نتائج الدراسة عن خطورة الدور الذي تقوم به المؤسسات الأمريکية الداعمة لإسرائيل في نشر الکراهية للإسلام والتضييق على العرب المسلمين في الولايات المتحدة الأمريکية؛ حيث سعى القائمون على کتابة النصوص الإعلانية وتصميمها إلى تقديم صورة سلبية عن العرب والمسلمين؛ بهدف إثارة مخاوف المواطن الأمريکي تجاههم؛ فاحتلت سمة "الإرهابي" المرتبة الأولى على صعيد السمات التي قدمتها الإعلانات الخاضعة للتحليل؛ حيث عمد القائمون على کتابة النصوص الإعلانية وتصميمها إلى تقديم العرب والمسلمين في صورة الشخص الذي يقوم بارتکاب الأعمال الإرهابية، مع ربط هذه الأعمال بالعقيدة الإسلامية، کما تضمنت الإعلانات العديد من الشخصيات العربية والإسلامية التي تمثل هذه السمة مثل: أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، ونضال حسن مرتکب حادثة قاعدة فورت هود العسکرية، وفيصل شاهزاد الذي حاول تفجير ميدان تايمز بمدينة نيويورک عام 2010، وبعض أعضاء تنظيم داعش.
کما توضح نتائج الدراسة احتلال استمالة الخوف المرتبة الأولى على مستوى جميع الاستمالات التي تم توظيفها في الإعلانات الخاضعة للتحليل؛ حيث حملت الإعلانات تحذيراً واضحاً للأمريکيين من تصاعد قوة الإسلام، کما احتل إطار الصراع المرتبة الأولى على مستوى الأطر التي تم توظيفها في الإعلانات الخاضعة للتحليل؛ حيث تم الترکيز على تقديم العرب والمسلمين في حالة صراع مع الکثير من الفئات مثل: المسيحيين واليهود والإسرائيليين والنساء والأطفال والشواذ جنسياً، کما قدم العديد من الإعلانات صوراً تحمل طابع العنف والإيذاء البدني مثل: الإعدام والتعذيب والتقييد والقتل والأعمال الإرهابية وضحاياها.
کما تکشف نتائج الدراسة عن احتلال الأسلحة المرتبة الأولى بين الرموز التي تم توظيفها في الإعلانات الخاضعة للتحليل؛ حيث اهتم القائمون على کتابة النصوص الإعلانية وتصميمها بالترکيز على تقديم العرب والمسلمين وبحوزتهم أسلحة بأشکال مختلفة للتأکيد على وصمهم بسمة الإرهابي، فضلاً عن إثارة الخوف في نفوس المواطنين الأمريکيين تجاه العرب والمسلمين، کما احتل اللون الأحمر المرتبة الأولى على صعيد الألوان المستخدمة في کتابة کلمات النص الإعلاني، واللون الأسود المرتبة الأولى على صعيد الألوان المستخدمة في تصميم خلفية الإعلانات الخاضعة للتحليل؛ بهدف ربط العرب والمسلمين بالعدوانية والخراب والدم والقتل والخطر.
وقد امتدت الإعلانات إلى شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث سعى القائمون على کتابة النصوص الإعلانية وتصميمها إلى تشويه شخصيته الشريفة من خلال وصفه بالعديد من السمات السلبية، کما تضمنت الإعلانات عرضاً لعدد من الآيات القرآنية الکريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي جرى اختزالها واقتطاعها من سياقها ومعانيها الصحيحة؛ بهدف تشويه صورة الدين الإسلامي، کذلک تم استعراض موقف الشريعة الإسلامية من غير المسلمين والسيدات والشواذ جنسياً، حيث رکزت الإعلانات على المعاملة السلبية التي تواجهها المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية؛ کما رکزت بعض الإعلانات على جرائم الشرف التي تدفع ثمنها المرأة.
وتکشف نتائج الدراسة عن توظيف الصورة السلبية للعرب والمسلمين لخدمة المصالح الإسرائيلية ومحاولة کسب تعاطف المواطن الأمريکي مع إسرائيل؛ حيث أوضحت نتائج الدراسة أن معظم الموضوعات الخاصة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي قد جاءت مرتبطة بموضوع الإرهاب؛ حيث تم تقديم إسرائيل باعتبارها خط الدفاع الأمامي للولايات المتحدة الأمريکية والعالم الغربي في مواجهة التنظيمات الإرهابية، کذلک تم الربط بين موضوعي الإرهاب والصراع العربي ـ الإسرائيلي بموضوع المساعدات الأمريکية للدول العربية والإسلامية؛ حيث سعى القائمون على کتابة النصوص الإعلانية وتصميمها من خلال الربط بين أموال الضرائب التي يدفعها المواطن الأمريکي والمساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريکية وموضوع الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إلى استغلال الاتجاهات السلبية لدى المواطن الأمريکي نحو نظام الضرائب الأمريکي والمساعدات المالية الأمريکية للدول الأجنبية في تشکيل اتجاهات سلبية نحو الشعوب العربية والإسلامية بشکل عام، والشعب الفلسطيني بشکل خاص.
کما توضح نتائج الدراسة احتلال سمة "يکره اليهود" المرتبة الثالثة على صعيد السمات التي قدمتها الإعلانات الخاضعة للتحليل؛ حيث رکزت الإعلانات على تقديم العرب والمسلمين في صورة المضطهد لليهود والساعي لقتلهم؛ بما يضمن کسب تعاطف المواطن الأمريکي مع اليهود، کما سعت إلى زيادة تعاطف المواطن الأمريکي من خلال ربط هذه السمة بسمة "يکره المسيحيين".
کذلک توضح نتائج الدراسة اهتمام القائمين على کتابة النصوص الإعلانية وتصميمها بموضوع برنامج إيران النووي؛ حيث سعت الإعلانات إلى توظيف المواطن الأمريکي کأداة ضغط على الإدارة الأمريکية للتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران، کما تم توظيف الإعلانات للضغط على المؤسسات الدولية التي تعمل في إيران؛ حيث تم نشر عدد من الإعلانات بالقرب من مقار هذه المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريکية، فضلاً عن توظيف استمالة الذنب لوصف إقدام الرئيس الأمريکي باراک أوباما على إقرار الاتفاق النووي مع إيران باعتباره تهديداً لأمن إسرائيل بما يمثل انتهاکاً لمبادئ الصداقة التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريکية وإسرائيل.
وتکشف هذه النتائج عن حاجة الدول العربية والإسلامية إلى توجيه قوتها بعيداً عن الصراعات البينية الضيقة، وتوظيف المصالح السياسية والاقتصادية مع الدول الغربية بشکل عام، والولايات المتحدة الأمريکية بشکل خاص؛ کأساس لتشکيل لوبي عربي وإسلامي في هذه الدول يعمل على حماية مصالح الدول العربية والإسلامية، ويقوم بمخاطبة الرأي العام الغربي، ويسعى إلى تحسين صورة العالم العربي والإسلامي لدى الشعوب الغربية في ظل الأنشطة المعادية التي يقوم بها اللوبي الإسرائيلي.  

الكلمات الرئيسية