دور وسائل الإعلام الجديد في تشکيل معارف واتجاهات الجمهور السعودي نحو العمل التطوعي

تشهد المجتمعات الحديثة ظاهرة تنامي استخدام تقنيات الاتصال الإلکتروني، ويعد الإعلام الجديد أحد هذه الظواهر، ويتسم بالعديد من الخصائص ومنها التفاعلية، واللا تزامنية، والکونية، إذ أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية تتخطى حواجز الزمان والمکان. ونتيجة اندماج الوسائط الإلکترونية في الإعلام الجديد نتج عنه استخدام کل وسائل الاتصال، مثل: النصوص، والصوت، والصورة الثابتة، والصورة المتحرکة، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد (الشميمري، 2010). وفي ضوء هذه السمات نجح الإعلام الجديد في تحويل عدة موضوعات مهمة بعد تبنيها من قبل روّاده إلى قضايا رأي عام، لافتًا انتباه المجتمع إليها، ويمکن القول إنه لن تنجح أي جهة تخدم المواطنين في المستقبل القريب وهي لا تملک خطة واضحة للانخراط في حراک الإعلام الجديد. وتتحدد المشکلة البحثية وتسعي الدراسة الراهنة للتعرف على دور وسائل الإعلام الجديد في تشکيل معارف واتجاهات الجمهور السعودي نحو العمل التطوعي، سعيا لتقييم هذا الدور، وتحديد الرؤية المستقبلية لعلاقة الإعلام الجديد بدعم ثقافة العمل التطوعي.
عرضت الدراسـة الراهنة دور وسائل الإعلام الجديد في تشکيل معارف واتجاهات الجمهور السعودي نحو العمل التطوعي، تطبيقا على عينة قوامها (520) مفردة من الجمهور السعودي من مستخدمي وسائل الإعلام الجديد، وقد انتهت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:
1-      تعددت وسائل الإعلام الإلکتروني التي يستخدمها الجمهور کمصدر للمعلومات، وقد احتل الإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي المرکز الأول بنسبة 89.8٪، وفي المرکز الثاني کانت المواقع الاخبارية الإلکترونية بنسبة 77.6٪، وتراجعت الصحف الإلکترونية إلى المرکز الثالث 61.2٪ تليها مواقع الراديو والتليفزيون 57.8٪، وأخيرًا وکالات الانباء بنسبة 11.5٪. وبذلک يتأکد أن الإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات أصبح منافسا قويا لمواقع الإعلام الإلکتروني عبر الصحف والإذاعات.
2-      ارتفع معدل الاستخدام اليومي لوسائل الإعلام الإلکتروني، فقد احتلت الفئة (ساعة - أقل من 3 ساعات) المرکز الأول وبنسبة 45.1٪، وفى المرتبة الثانية کانت فئة (7 ساعات فأکثر) وبنسبة 33.5٪، ثم الفئة (ساعة - أقل من 3 ساعات) بنسبة 17.4٪، وأخيرًا کانت فئة (أقل من ساعة) بنسبة 4٪ فقط.
3-      تعددت عناصر ثراء وسائل الإعلام الجديد التي تجذب الجمهور نحو استخدامها، وقد أجمعت العينة کلها 100٪ على وجود خصائص (الکونية وتخطى حواجز الزمان والمکان والرقابة، وسهولة حفظ الرسائل الاتصالية واسترجاعها، وسهولة الوصول إليها، وتعدد الوسائط والأدوات) بدرجة کبيرة کأهم عناصر ثرائها، وتلا ذلک فئات "فورية التغطية تغطية کافة الأحداث" في مقدمة عناصر ثراء الصحف العربية الإلکترونية، وذلک بدرجة کبيرة بنسبة 94٪، و91.5٪ على التوالي، يليها "سرعة إنتاجها وتطويرها وتحديثها" 81.3٪"، ثم "مرونة التعامل مع المضامين" 56.5٪.
4-      وفيما يختص بمستوى الاهتمام بالعمل التطوعي، فقد ثبت وجود اهتمام من الجمهور السعودي بمتابعة العمل التطوعي، واحتلت فئة (مستوى الاهتمام المتوسط) المرکز الأول وبنسبة 71.2٪، تليها فئة (مستوى الاهتمام العالي) وبنسبة 21.0٪ وتراجعت الفئة (مستوى الاهتمام المنخفض) للمرکز الأخير وبنسبة 7.8٪ فقط.