تقييم النخبة المصرية لاسلوب معالجة وسائل الإعلام الحکومية والخاصة للأحداث الإرهابية فى ضوء مسئوليتها الاجتماعية وتوجهاتهم نحو تفعيل استراتيجيات المواجهة الإعلامية والأمنية:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان المعهد الکندى العالى لتکنولوجيا الإعلام الحديث

المستخلص

هدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى تقييم عينة من النخبة المصرية المتمثلة فى نخبة إعلامية وسياسية بلغ حجمها بالدراسة 200 مفردة لطبيعة المعالجة الإعلامية لحادث تفجير کنبيستى مارجرجس ومارمرقس فى 9 أبريل 2017، والذى يتعتبر واحد من أعنف الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر عام 2017، وقارنت الدراسة بين طبيعة المعالجة الإعلامية لهذا الحدث الإرهابى بکل من وسائل الإعلام الخاصة والحکومية التى اعتمد عليها أفراد النخبة من عينة الدرسة لمتابعة هذا الحادث الإرهابى ومدى تقييمهم لهذه المعالجة فى ضوء مفهوم المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام.
    وفى هذا الصدد أقرت النسبة الأکبر من عينة الدراسة بأن الإرهاب منتشر فى مصر فعلياً بدرجة کبيرة وبطريقة تدعو للقلق، وهو الأمر الذى أوضحته الدراسة من خلال استعراض عدد العمليات الإرهابية فى مصر على مدار الثلاث سنوات الأخيرة والتى اتضح منها بالفعل تزايد وتنامي حجم وأعداد العمليات الإرهابية بمصر(1165 عملية إرهابية خلال الأعوام 2014/2015/2016)، والتى أرجعتها النسبة الأکبر من عينة الدراسة إلى تفشى وانتشار الجهل والفقر والمرض وسوء الاحوال المعيشية، فضلاً عن غياب التجديد الدينى فى ظل سيطرة تيارات دينية راديکالية متشدة، وفى الوقت نفسه لم تغفل عينة الدراسة سبب تنامى ظاهرة الإرهاب الإلکترونى وانتشارها بشکل لافت للنظر ودورها فى تجنيد العديد من العناصر الإرهابية.
    وعن ملامح سمات المعالجة الإعلامية بوسائل الإعلام الحکومية التى اعتمدت عليها النخبة من عينة الدراسة لمتابعة هذا الحادث تمثلت هذه السمات فى کونها معالجة يغلب عليها الطابع الإخبارى وليس التفسيرى، معتمدة فى ذلک على المصادر الرسمية والأمنية بالدرجة الأولى، الأمر الذى يدلل على کونها ناطقة باسم الدولة، فضلاً عن کون هذه المعالجة تغافلت إلى حد ما آراء باقى المتخصصين خاصة فى المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية.
    بينما انصبت سمات المعالجة الإعلامية لوسائل الإعلام الخاصة التى اعتمد عليها المبحوثون لمتابعة حادث تفجير الکنيستين على کونها معالجة ذات طابع تحليلي وتفـسيري واستقصائي للحادث الإرهابى، وأنها معالجة بحثت عن الحلول الواقعية للإرهاب والقابلة للتنفيذ على يد عدد من الخبراء والمتخصصين والنخب المختلفة، وفى الوقت نفسه فهى معالجة اعتمدت على الطابع المثير للحدث الإرهابي، وقدمته بقدر من الإثارة والمبالغة والتهويل، وذلک بقصد جذب المزيد من المتابعين، وذلک من أجل تحقيق مکاسب سريعة إعلامية ومادية، وأخيراً کونها معالجة لم  تفهم الإستراتيجية الإعلامية للإرهابيين، الأمر الـذي أدي إلى تقديم معالجة إعلامية للعمليات الإرهابية تخدم الأهداف الإعلامية للإرهابيين کاستضافة أسرهم مثلاً.
   وفى حين قيم افراد النخبة من عينة الدراسة أسلوب معالجة وسائل الإعلام الحکومية لحادث تفجير الکنيستين موضوع الدراسة بأنه متوسط فى ضوء مفهموم المسئولية الاجتماعية، فإنهم قيموا أسلوب معالجة وسائل الإعلام الخاصة لنفس الحدث بأنه ضعيف، وانتقدت النخبة بعض الممارسسات التى وقعت فيها وسائل الإعلام الحکومية والخاصة على حد سواء عند تغطية هذا الحادث والتى تمثل أهمها فى عرض وتکرار عرض حادث التفجير وأشلاء ضحايا التفجير.
    وجاء تأکيد افراد النخبة من عينة الدراسة على أهمية دمج الجهود الأمنية والإعلامية للخروج باستراتيجية إعلامية أمنية مشترکة لمجابهة هذا الإرهاب، تمثلت محاورها الرئيسية فى وضع قوانين رادعة لکل رمز دينى يدعو إلى الإرهاب الفکرى، ومجابهة الإرهاب الإلکترونى، وتکثيف جهود الإعلام للرد على الفکر الإرهابى بالفکر البناء، مع أهمية التزام وسال الإعلام بحدود مسئوليتها الاجتماعية عند تناول الأحداث الإرهابية المختلفة.

الكلمات الرئيسية