دور تکنولوجيا الاتصال الحديثة فى إدارة المؤسسات الإعلامية الثقافية وعلاقتها بمستوى الإنتاج الإعلامى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان – المعهد الکندى العالى لتکنولوجيا الإعلام الحديث CIC.

المستخلص

جاءت المشکلة البحثية لهذه الدراسة والمتمثلة فى: التعرف على دور تکنولوجيا الاتصال الحديثة فى إدارة المؤسسات الإعلامية الثقافية المصرية وأهم الإشکاليات التى تقابلها ومدى انعکاس هذا الدور على مستوى الإنتاج الإعلامى لهذه المؤسسات وذلک من وجهة نظر القائمين بالاتصال بهذه الوسائل الإعلامية.
وقد تم تطبيق الدراسة على المؤسسات الإعلامية الثقافية وهى تلک الوسائل الإعلامية المتخصصة فى تقديم المضامين الثقافية والأدبية على وجه التحديد، والتى تعد مجالاً متخصصاً ظهر فى إطار ما عرف بعصر التخصص الإعلامى الذى نحياه والذى نتج عنه وسائل إعلامية متخصصة سواء فى المضمون أو فى الفئة التى تخاطبها.
وقد تم اختيار قناة النيل الثقافية باعتبارها "القناة الثقافية" الوحيدة المتخصصة والمعنية بتقديم المضامين الثقافية والأدبية، فيما تم اختيار صحيفة "أخبار الأدب" باعتبارها واحدة من أهم الصحف المتخصصة بالأدب والثقافة.
فيما يلى أبرز نتائج الدراسة التى خلصت إليها:
    سيطرة أسلوب "الإدارة والقيادة التسلطية" أو ما يطلق عليها "القيادة الفردية" على أسلوب القيادة الإدارى بالوسيلتين الإعلاميتين موضع الدراسة، وهو ما يؤکد وجود أزمة على مستوى إدارة المؤسسات الإعلامية الثقافية، والتى قد تکون أحد أسباب ضعف الإقبال على تلقى واستخدام مثل هذه المضامين الإعلامية الثقافية.
    وبالرغم من تعدد مظاهر تکنولوجيا الاتصال المطبقة داخل بيئة العمل الإدارى بالوسيلتين الإعلاميتين موضع الدراسة، إلا أن رضا المبحوثين فى الوسيلتين عن مدى توظيف هذه التکنولوجيا الحديثة داخل بيئة العمل الإدارى جاء "متوسطاً"، واتفقت هذه النسبة المتوسطة مع نسب تقييم المبحوثين المتوسطة لهذا الأداء الإدارى فى ظل متغير تکنولوجيا الاتصال الحديثة.
    وبشکل عام تعددت مجالات تطبيق تکنولوجيا الاتصال الحديثة فى إطار المکونات الرئيسية لعملية الإدارة والتى منها التخطيط والمتابعة والتنسيق والتقويم، وأوضحت الدراسة التساوى التقريبى لمستوى تقييم أفراد عينة الدراسة للأداء الإدارى فى الوسيلتين الإعلاميتين موضع الدراسة باستخدام تکنولوجيا الاتصال فى مجال التخطيط والتنظيم الإدارى، بينما ازاد هذا المستوى بالنسبة لأخبار الأدب  فى مجال المتابعة والتقويم، الأمر الذى يحتاج إلى مزيد من تفعيل آليات المتابعة والتقويم بقناة النيل الثقافية.
    أما بالنسبة لرؤية المبحوثين لمستوى اهتمام الوسيلة الإعلامية بتطبيق تکنولوجيا الاتصال الحديثة فى عمليات الإنتاج الإعلامى فقد جاء "متوسطاً" بصحيفة أخبار الأدب، و"ضعيفاً" بقناة النيل الثقافية، وفى الوقت نفسه ازدادت الوسائط التکنولوجية الحديثة المطبقة فى مجال الإنتاج الإعلامى بأخبار الأدب عن تلک غير المطبقة والعکس صحيح بقناة النيل الثقافية.
    جاء تقييم العاملين بالقناة الثقافية ضعيفاً لمستوى عملية الإنتاج الإعلامى بها فى ظل متغير تکنولوجيا الاتصال، فى حين جاءت النسبة متوسطة بصحيفة أخبار الأدب، وکنتيجة لذلک جاءت نسب اعتماد المبحوثين على تکنولوجيا الاتصال فى عملية الإنتاج الإعلامى ضعيفة بقناة النيل الثقافية ومتوسطة بأخبار الأدب.
    تعددت المعوقات التى رآها القائم بالاتصال فى مقدمة المعوقات التى تعوق تطبيق تکنولوجيا الاتصال الحديثة فى مجال الإنتاج الإعلامى والتى جاء أهمها فى الوسيلتين موضوع الدراسة: عدم توافر الإمکانات المادية الازمة لإحداث تطويرات فى عملية الإنتاج الإعلامى بالمؤسسة الإعلامية التى يعملون بها، وعدم دعم الدولة الکافى مادياً لوسائل الإعلام الثقافية الأمر الذى أدى إلى إحداث عرقلة تکنولوجية بها، وهو ما يطرح تساؤل هل لابد دائما أن يعمل الإعلام الثقافى تحت مظلة الدولة، وکيف يمکن تحرره  للعمل بمفرده بعيداً عن سيطرة والدعم المالى للدولة، بحيث يعمل بفکر الإعلام الخاص الاستثمارى والذى يقدم خدمة متميزة تجلب له نسب مشاهدة عالية وبالتالى إعلانات يستطيع من خلالها أن يغطى تکاليف الإنتاج ويحقق نسب أرباح منها.
    ولکن على ما يبدو أن عدم جاذبية ما يقدم من مواد إعلامية سواء ثقافية أو تثقيفية بهذه الوسائل الإعلامية الثقافية، والتى عجزت عن جذب فئات عريضة من الجماهير کما يحدث مع باقى الوسائل الإعلامية التى تقدم مضامين ترفيهية متنوعة تبقى وراء ضعف الإقبال على متابعة مثل هذا النوع من المضامين الجادة، ولا يمکن إلقاء کل اللوم على طبيعة المواد الثقافية فى حد ذاتها واتهامها على طول الخط بأنها غير جذابة، ولکن يمکن القول وبناءً على نتائج هذه الدراسة أنه توجد العديد من الجوانب أثرت سلباً على ضعف الإقبال على الإعلام الثقافى منها: عدم تطبيق مظاهر تکنولوجيا الاتصال الحديثة فى المراحل المختلفة لعملية الإنتاج الإعلامى الثقافى، الأمر الذى أثر على عدم جودة هذا المنتج المقدم خاصة بقناة النيل الثقافية والتى قدم العاملين بها قائمة مطولة لأهم التکنولوجيات غير المطبقة بمجال الإنتاج البرامجى بها، الأمر الذى يستتبع مزيد من اهتمام القائمين بالاتصال بالوسائل الإعلامية المعنية بتقديم الثقافة والأدب بتطبيق المزيد من العناصر التکنولوجية الحديثة فى إطار عملية الإنتاج الإعلامى، باعتبارها أهم منافذ ثقافية إعلامية مسئولة عن الارتقاء الفکرى والأدبى والتذوق الفنى بأى مجتمع.
   

الكلمات الرئيسية