تغطية المواقع الإخبارية الأمريکية لشئون المسيحيين المصريين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة کفر الشيخ

المستخلص

سعت هذه الدراسة للتعرف على تحليل تغطية المواقع الإخبارية الأمريکية لشئون المسيحيين المصريين، واعتمدت الدراسة على تحليل الخطاب لتحديد الأطروحات التي تقدمها تغطية المواقع الإخبارية الأمريکية لشئون المسيحيين المصريين، والقوى الفاعلة في شئون المسيحيين المصريين ورصد أدوارهم والصفات المنسوبة إليهم، والترکيبات المحورية التي تم توظيفها من قبل خطاب المواقع الإخبارية الأمريکية في تعريف المسيحيين المصريين، وقد قام الباحث بتحليل الموضوعات المنشورة التي تناولت شئون المسيحيين المصريين في موقعي النيويورک تايمز والواشنطن بوست خلال الفترة من بداية عام 2010 حتى نهاية عام 2016.
وخلصت الدراسة إلى اتفاق موقعي النيويورک تايمز والواشنطن بوست على تقديم تغطية سلبية لشئون المسيحيين المصريين، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح في ارتفاع نسبة الأطروحات السلبية التي بلغت (85.59%) في خطاب موقع النيوزويک، و(92.02%) في خطاب موقع الواشنطن بوست، کما ظهر في طبيعة الأطر السلبية التي استحوذت على أغلبية الأطر الإعلامية التي تم توظيفها في تغطية الموقعين؛ حيث بلغت نسبة الأطر السلبية (87.50%) في تغطية موقع النيوزويک، و(91.62%) في تغطية موقع الواشنطن بوست، کما احتل إطار الصراع المرتبة الأولى في تغطية موقع الواشنطن بوست بنسبة (48.86%)، والمرتبة نفسها في تغطية موقع النيويورک تايمز بنسبة (58.11%)، وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات أحمد حسن السمانووليد محمد الهادي ومريم بهجت جمال التي أوضحت سلبية تغطية وسائل الإعلام الأمريکية للشئون المصرية بشکل عام.
وقد ترکزت التغطية الايجابية التي قدمها الموقعان لشئون المسيحيين المصريين في تغطية أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ حيث اهتمت تغطية الموقعين بإبراز اتحاد المسيحيين والمسلمين أثناء أحداث الثورة، وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات Summer Harlow وThomas Johnson(])، وAmir Jameel Yehia]) وKristen Grimmer( وNawaf Abdulnabi AlMaskati]) ومريم بهجت جمال التي أوضحت ايجابية تغطية وسائل الإعلام الأمريکية لثورة الخامس والعشرين من يناير.
کما أوضحت نتائج الدراسة أن تغطية موقعي النيويورک تايمز والواشنطن بوست جاءت داعمة لسياسة الولايات المتحدة الأمريکية القائمة على التعامل مع المسيحيين في مصر باعتبارهم أقلية دينية تستوجب الحماية؛ حيث أوضحت النتائج أن مصطلح "أقلية" جاء في المرتبة الثانية على صعيد الترکيبات المحورية التي تم توظيفها في تعريف المسيحيين المصريين من قبل الموقعين، واستند الموقعان في ذلک إلى القيمة العددية للمسيحيين التي لا تعني بالضرورة أن يتم التعامل معهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية کما أشار خطاب الموقعين.
کما جاءت التغطية داعمة لسياسة الولايات المتحدة الأمريکية المنحازة إلى إسرائيل من خلال الربط بين ما يتعرض له المسيحيون في مصر وما تعرض له اليهود في الماضي، بما يؤکد على مزاعم اليهود حول حقوقهم وأملاکهم في مصر والتي تم سلبها من قبل الحکومة المصرية بالقوة خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؛ حيث تطالب إسرائيل بتعويضات ضخمة عن هذه الأملاک المزعومة.
وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات Jae Sik Ha Oluseyi Adegbola وAmir Jameel Yehia]) التي أوضحت دعم تغطية وسائل الإعلام الأمريکية لسياسة الولايات المتحدة الأمريکية وتحقيق مصالحها في المنطقة.
وکشفت نتائج الدراسة عن ارتفاع نسبة السمات والأدوار السلبية المنسوبة للمسلمين؛ حيث رکزت تغطية الموقعين على تقديم المسلمين في صورة المعتدين على المسيحيين، وقد استحوذت هذه السمة على نسبة (73.38%) من إجمالي السمات المنسوبة للمسلمين في تغطية موقع النيويورک تايمز، و(82.56%) في تغطية موقع الواشنطن بوست.
وأوضحت نتائج الدراسة اتفاق تغطية الموقعين على تحريض الإدارة الأمريکية على توظيف أوضاع المسيحيين المصريين للتدخل في الشئون المصرية، واستخدام ورقة المعونة الأمريکية للضغط على الدولة المصرية، وهو ما يتفق مع نتائج دراستي أحمد حسن السمان ووليد محمد الهادي التي أوضحت أن وسائل الإعلام الأمريکية طالبت بتوظيف المعونة التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريکية لمصر کأداة ضغط على الدولة المصرية لتحقيق المصالح الأمريکية.
وتکشف هذه النتائج عن حاجة المجتمع المصري إلى العمل على تقوية الجبهة الداخلية وحمايتها، من خلال التصدي للمشکلات التي قد تثير انقسامات طائفية داخل المجتمع المصري؛ بما يقطع الطريق على القوى التي تسعى لتوظيف أوضاع المسيحيين المصريين کأداة للتدخل في شئون مصر الداخلية.


 



 

الكلمات الرئيسية