معالجة وسائل الإعلام الکويتية للقضايا السياسية الداخلية والخارجية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دکتوراه

المستخلص

 
أصبحت وسائل الإعلام قوة اجتماعية جديدة ومصدرا إخباريا متميزا، وأصبحت هامة في حياة الفرد، حيث تقوم بدور مهم في تزويده بالمعارف والأحداث لحظة وقوعها، وأتاحت له رسائل إعلامية لم تکن متاحة من قبل، وأصبحت المصدر الأساسي للمعرفة السياسية والمعرفة بالقضايا العامة لمعظم الأفراد.
فقد ذهب "کارل دويتش" Karl Deutsch في وصفه للواقع الحالي الذي نعيشه وما يرتبط به من آثار سياسية بقوله: "لقد أصبح الناس في القرى البعيدة والمناطق النائية يشاهدون ويسمعون ما يحدث في کل مکان، ويکوِّنون وجهات نظر وآراء خاصة بهم، ولم يُعد في وسع الزعماء السياسيين أن يمارسوا السلطة بنفس الطريقة التي کانت تجري من قبل، ويخلص دويتش إلى أننا نعيش في عالم جديد"، حيث يتعرض المواطن في المجتمعات المعاصرة لفقرات ومضامين وتعليقات لها طابع سياسي تحملها إليه مختلف قنوات الاتصال الجماهيري، ويکاد لا يمر يوم دون أن تظهر هذه المضامين السياسية في التليفزيون والصحف والمجلات وعلى موجات الراديو([i]).
وبالنظر إلى المجتمع الکويتي نجد أن هناک العديد من القضايا والمشکلات السياسية التي تبرز على الساحة حاليا، سواء داخليا أو خارجيا، بعضها ممتد منذ فترة ليست بالقليلة، والبعض الآخر مستحدث وفقا لتطورات الأحداث المتشابکة والمتلاحقة والمستمرة.
من هنا برزت بشدة أهمية دراسة معالجة وسائل الإعلام الکويتية (صحف، وتليفزيون) ودورها في تشکيل معلومات ومعارف النخبة الکويتية نحو القضايا السياسية (الداخلية/ والخارجية)، وبخاصة في ظل انتماءات سياسية ومذهبية مختلفة، وبالتالي معالجات إخبارية أيضا مختلفة باختلاف الأيديولوجيات، والسياسات التحريرية، وهو ما ينعکس على ملامح المعالجة التي تتم لهذه القضايا الساخنة وبالتالي على قدرتها في تشکيل الآراء.


وتشير النتائج إلى أن الأخبار المذاعة بالنشرة في قناتي تليفزيون الکويت والوطن غلب عليها الاتجاه الإيجابي في سياق الخبر نحو الشخصيات الرئيسية المرتبطة بالقضايا السياسية الداخلية والخارجية، حيث جاء الاتجاه الإيجابي نحو تلک الشخصيات بنسبة 49%، في حين جاء الاتجاه سلبياً نحو الشخصيات الرئيسية بنسبة 32.6%، وقد جاء الاتجاه يجمع بين الإيجابي والسلبي معاً في الترتيب الثالث بنسبة 12.3%، وکان الاتجاه نحو الشخصيات في الأخبار غير محدد بنسبة 6.1%.


ويمکن تفسير هذه النتائج في ضوء ورود سمو أمير الکويت، والوزراء في الحکومة الکويتية، ورؤساء الدول الخارجية، ورئيس مجلس الوزراء، وسمو ولي العهد، في مقدمة الشخصيات الرئيسية بالأخبار، حيث يغلب على أداء هذه الشخصيات الأعمال والقرارات الإيجابية التي تحرص على الصالح العام للشأن السياسي الکويتي داخلياً وخارجياً.
وقد أظهر اختبار کا2، وجود علاقة بين متغيري القناة (تليفزيون الکويت- الوطن) واتجاه التغطية الإخبارية نحو الشخصيات الرئيسية، حيث کانت قيمة کا2 المحسوبة= (135.278)، عند ثلاث درجات حرية، وبلغ مستوى المعنوية قيمة (0.000)، وهي قيمة دالة إحصائياً أقل من 0.05 الدالة على وجود علاقة ذات دلالة معنوية بين المتغيرين، وأوضحت قيمة معامل التوافق (0.508) أن تلک العلاقة إيجابية متوسطة الشدة. وهو ما يعني وجود فروق جوهرية ذات دلالة إحصائية بين قناتي تليفزيون الکويت والوطن في الاتجاه نحو الشخصيات الرئيسية، وهذه الفروق قد ظهرت في الأخبار ذات الاتجاه الإيجابي لصالح تليفزيون الکويت، وفي فئة "يجمع بين السلبي والإيجابي" لصالح قناة الوطن، وفي فئة "غير واضح" لصالح قناة الوطن.
 

الكلمات الرئيسية