اتجاهات الجمهور نحو المواد الإعلامية المسيئة للأديان ووسائل الإعلام المقدمة لها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بکلية الإتصال والإعلام بجامعة الملک عبد العزيز - جدة

المستخلص

تعد الدراسة الراهنة دراسة استطلاعية في ميدان دراسة تأثير نشر وسائل الإعلام مواد إعلامية مسيئة للأديان على الجمهور ، وتقييمه لأضرار هذه المواد المسيئة عليه وعلى الآخرين في ضوء فرضيات نظرية الشخص الثالث .
وقد جمعت الدراسة بين فروض نظريتي الشخص الثالث وعدائية وسائل الإعلام ، واهتمت بالعلاقة بين تقدير الذات وإدراک العينة لتأثيرات مشاهدة المواد الإعلامية المسيئة للأديان عليها وعلى الآخرين وذلک من خلال تطبيق مقياس تقدير الذات لروزبنبرغ([i] )، فبعدما أکدت نتائج الکثير من الدراسات العربية والأجنبية صحة الفرض الإدراکي لنظرية الشخص الثالث ، حاولت الباحثة التعمق في الفرض ، وإثبات ما  إذا کان هناک علاقة بين تقدير الذات وتقدير الفرد لمدى تأثره وتأثر الآخرين بالمواد الإعلامية المسيئة للأديان ، حيث يعاني من يشعرون بتدني تقديرهم لذواتهم بأن الآخرين أفضل منهم ، وبالتالي فمن المفترض أن يختلف تقديرهم لتأثرهم وتأثر الآخرين بما يخالف افتراضات نظرية الشخص الثالث ، فأرادت الباحثة إلقاء مزيد من الضوء حول هذه النقطة وهل الفرض الإدراکي لنظرية الشخص الثالث يتأثر بمدى تقدير الفرد لذاته ام لا .
وقد خلصت الدراسة إلى العديد من الفوائد والتوصيات التطبيقية والبحثية يمکن تلخيصها کالتالي:
-    أوضحت النتائج أن 57% من العينة شاهدت موادا إعلامية مسيئة للأديان ، کما اتضح ، أن الصدفة السبب الرئيس لمشاهدتها بنسبة 51.2 % ، يليه رغبتهم في معرفة کيف يرى الآخر دينهم 47.7 % ، ثم الإلمام  بالأحداث الجارية تعد أهم الأسباب لمشاهدة المواد الإعلامية المسيئة لدينهم .
-    جاء خوف العينة من مشاهدة المواد الإعلامية المسيئة للأديان على رأس الأسباب التي منعت الذين امتنعوا عن مشاهدة هذه المواد وذلک بنسبة 51.3% ، ثم کون مشاهدتها غير مفيدة بنسبة  38.4 % ، بينما صرح 14.5 % أن السبب يرجع إلى الخوف من التأثر بمحتواها السلبي .
-    جاءت الصدفة أيضا على رأس الأسباب لمشاهدة العينة لمواد إعلامية مسيئة لدين غير دينهم بنسبة 50% ، ثم لمتابعة الأحداث الجارية 31% ، ثم لدعم قناعته بخطأ الأديان الأخرى 25.5 % ، أما الذين امتنعوا فقد جاء سبب عدم وجود فائدة من مشاهدتها على رأس أسباب الامتناع 56% ، کما عبر 22% منهم أنهم يعتقدون عدم وجود مواد إعلامية تسيئ لدين غير دينهم ، وکانوا جميعا من المسلمين مما يشير إلى وجود اعتقاد لدى فئة من عينة الدراسة بتعمد وسائل الإعلام تشوية دينهم على وجه التحديد .
-    جاء " عدم فهم العامة لتعاليم الدين " على رأس أسباب الإساءة للأديان من وجهة نظر العينة ، ثم مناقشة تعاليم الدين في وسائل الإعلام ثم الإلحاد ، ثم إلهاء الرأي العام وأخيرا الدراسة السطحية للدين في المدارس، وقد لوحظ تقارب الوزن النسبي للعبارات جميعا مما يشير إلى اعتبار العينة للأسباب جميعا بوصفها من العوامل الهامة لتجرؤ البعض على الأديان .
-    بالمقارنة بين تقييم العينة لمدى تأثرهم وتأثر الآخرين بالمواد الإعلامية المسيئة للأديان ، اتضح وجود فجوة إدراکية بين حجم إدراک العينة لتأثرهم بهذه المواد مقارنة بالآخرين ، حيث جاءت فئة " قوي التأثير" في المرکز الأول عند تقييم تأثر للآخرين بنسبة 55% ، بينما جاءت فئة " ضعيف التأثير"  في المرکز الأول عند تقييم  تأثر الذات بنسبة 59.2 %.
-    أکد 71% من العينة تأييدهم بقوة لوضع قيود على المواد الإعلامية المسيئة للأديان ، في حين أيده بصورة متوسطة 27.2 % منهم ، وأيده بصورة ضعيفة 1.8 % ، مما أکد صحة الفرض السلوکي لنظرية الشخص الثالث .
-       صرح 64.4 % من العينة أنهم يشعرون بعدائية وسائل الإعلام التي تنشر موادا إعلامية  مسيئة لأديانهم  ، بالإضافة إلى 38.8 %  منهم يرونها عدائية بشکل متوسط ، أما الذين يرونها عدائية بشکل ضعيف لم تتعد 1.8% .
-    جاء الحل القانوني على رأس الحلول المقترحة لمعالجة مشکلة ازدراء الأديان ، حيث اقترحت العينة سحب ترخيص الوسائل الإعلامية التي تنشر موادا إعلامية مسيئة ، يليه التجاهل لاسيما وأن أغلب العينة صرحوا أنهم شاهدوا المواد المسيئة مواکبة للأحداث والضجة الإعلامية التي تصاحب نشر مثل هذه المواد ، ثم الحوار مع المسيئين ، بينما احتل العنف المرکز الأخير بين الوسائل المقترحة ، ولما کانت أغلب العينة من المسلمين ، ففي هذا دليل على أن حالات العنف التي قد تصاحب نشر مواد إعلامية مسيئة للدين الإسلامي لا يعبر إلا عن مرتکبيها .
-    انقسمت العينة في رؤيتها المستقبلية تجاه تطور قضية ازدراء الأديان ، حيث توقع 42.2 % منهم أنه ستتزايد معدلات الإساءة للأديان مستقبلا ، في حين توقع 41.8 % أنها ستقل، أما الذين توقعوا أن الوضع سيظل کما هو عليه وصلت نسبتهم 16% .
-       ثبتت صحة الفرض الادراکي والفرض السلوکي لنظرية الشخص الثالث
-    من النتائج الهامة التي توصلت لها الدراسة أنها أثبتت وجود تأثير لتقدير الذات على إدراک الفرد لمدى تأثره وتأثر المقربين منه بالتعرض للمواد الإعلامية المسيئة للأديان ، بينما لم يثبت وجود علاقة دالة احصائيا بين تقدير الذات وإدراکهم لمستوى تأثر الآخرين بالمواد الإعلامية المسيئة للأديان .
-    بفحص العلاقة بين الخصائص الديموغرافية ( جنس ، التعليم ، السن ) للعينة ومدى إدراکهم لتأثرهم وتأثر الآخرين بالمواد الإعلامية المسيئة تبين عدم وجود فروق في إدراک الذکور والإناث أو مستويات التعليم  المختلفة  لمستوى تأثيرية الأنا أو الآخر بالمواد الإعلامية المسيئة للأديان ، بينما اتضح وجود فروق بين مستويات العمر  وإدراک تأثر الأنا والأسرة  بالمواد الإعلامية المسيئة للأديان ، حيث بلغ مستوى المعنوية  01. ، 016. على الترتيب بينما لم يؤثر العمر على إدراک تأثر الزملاء والآخرين بالمواد الإعلامية المسيئة للأديان .
تبين وجود علاقة بين تقدير الذات والشعور بعدائية وسائل الإعلام حيث بلغ مستوى الدلالة 00. ، کما اتضح وجود فروق إحصائية بين الديانة والشعور بعدائية وسائل الإعلام حيث بلغت قيمة المعنوية  000. ، وکان الفارق في اتجاه الديانة الإسلامية


 

الكلمات الرئيسية