اعتماد الجمهور البحريني على وسائل الإعلام المحلية کمصدر للمعلومات عن القضايا والأحداث السياسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الإعلام المشارک بالجامعة الأهلية بمملکة البحرين.

المستخلص

تسعى الدراسة الحالية إلى تحديد ورصد مدى اعتماد الجمهور البحريني على وسائل الإعلام المحلية المختلفة کمصدرٍ للمعلومات السياسية، وإلى استقصاء أکثر لمعرفة تأثير هذه الوسائل في الجمهور البحريني من خلال التماس المعلومات السياسية وصولاً إلى تحديد التأثيرات المعرفية والعاطفية والسلوکية من جرّاء التعرض لهذه الوسائل، ودور کل ذلک في تشکيل آرائهم واتجاهاتهم.
وتوصلت الدراسة الى:
-  کشفت نتائج الدراسة أن الإنترنت يأتي في مقدمة وسائل الإعلام للحصول على المعلومات، حيث يستطيع المبحوثون معرفة کافة الأحداث لحظة بلحظة سواء من المواقع الإلکترونية الإخبارية مثل مواقع الصحف والقنوات الفضائية، حيث توفر له خدمة إخبارية عن کافة المستجدات، وجاءت الوسائل التقليدية مثل الصحافة والإذاعة والتليفزيون في مراتب أقل من الإنترنت، مما يشکل المنافسة بين الوسائل الحديثة والتقليدية في إمداد الجمهور بالمعلومات، وقداتفقت نتائج الدراسة مع دراسات اخرى عن  ارتفاع مستوى تعرض المبحوثين للتليفزيون واستخدام الإنترنت، حيث تعدت نسبتهما (50%) بشکل يومي (دراسة مصطفى مخلوف، 2015)، وصعوبة إمکانية الحياة من دون إنترنت (دراسة  Maxian  Wendy،2008).
-  بينت نتائج الدراسة أن الموضوعات الاجتماعية تأتي في مقدمة الموضوعات والقضايا التي تحظى باهتمام الجمهور البحريني عند متابعته وسائل الإعلام البحرينية، مما يشير إلى أن القرب الزمني والمکاني والأخبار ذات العلاقة المباشرة بالجمهور البحريني وحياته الشخصية، ويليها الأحداث السياسية، حيث أن الحراک السياسي في مملکة البحرين يشکل عاملاً مهماً في حياة المواطنين في مملکة البحرين وينعکس على حياتهم الاجتماعية، و تسعى وسائل الإعلام المحلية في مملکة البحرين الى تحقيق الشعور بالانتماء للمجتمع البحريني،حيث أنها تنشر وتبث الموضوعات والأخبار ذات العلاقة الأساسية بالمجتمع البحريني، وقد استطاعت وسائل الإعلام أن تشعر أفراد العينة أنهم يساهمون فى الحوارات والنقاشات الخاصة بمستقبل الدولة، کما استطاعت هذه الوسائل أن ترفع شعور الأفراد بالانتماء وهذا ما يتفق مع (دراسة أحمد فاروق رضوان،2012)،  وتشير النتائج إلى أنَّ الشعور بالانتماء لدى المجتمع البحريني يتأتى من مدى قرب وسائل الإعلام البحرينية من منابع الأخبار المحلية.
-  أظهرت نتائج الدراسة أن معظم المبحوثين يشعرون بأهمية الموضوعات والقضايا التي يثيرها الاعلام البحريني في مقابل قلة من المبحوثين يشعرون بعدم أهميتها، مما ينعکس على مناقشتهم ومشارکتهم بالرأي حول الموضوعات والقضايا السياسية التي تثيرها وسائل الاعلام البحرينية، حيث يحرص معظم المبحوثين على مناقشة هذه القضايا مع الآخرين وتبادل الرأي حولها في الجلسات الاجتماعية مع الأصدقاء والأقارب أو اللجوء إلى التفاعل عبر الإنترنت مع حسابات وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي .
-  کشفت نتائج الدراسة أيضاً أن الجمهور البحريني يعتمد على الإنترنت للحصول على المعلومات عن القضايا المحلية في مملکة البحرين بدرجة أساسية ، وجاءت الصحافة والإذاعة والتليفزيون في مراحل تالية ؛ وزاد ادراک الجمهور لأهمية استخدام الانترنت کمصدر للمعلومات ما يتفق مع (دراسة Yong. Chan .Kim ،2004)،  مما يشير ألى التناسق مع النتيجة السابق ذکرها من أن الإنترنت يأتي في مقدمة الوسائل التي يتعرض لها المبحوثون، وفي المقابل جاء التليفزيون والقنوات الفضائية في مقدمة الوسائل للحصول على المعلومات عن القضايا الخارجية، حيث يسعى المبحوثون للحصول على مزيد من المعلومات من القنوات الفضائية التي تتمتع بشبکة کبيرة من المراسلين في مختلف دول العالم لتغطية الأخبار قد لا تتوافر في وسائل الإعلام المحلية , وبالعکس يعتمد المبحوثون على وسائل الإعلام المحلية لفهم طبيعة القرارات الرسمية التي تصدر عن المسئولين في مملکة البحرين،حيث أشارت النتائج أن نصف المبحوثين يهتمون بالقرارات المتعلقة بالقضايا المحلية أکثر من القرارات المتعلقة بالقضايا الخارجية، وهي النسبة الأکبر بين شدّة اهتمام الجمهور البحريني بنوعية القرارات التي تصدرها الحکومة، حيث أنها الأکثر مساساً بحياته الشخصية.
-    أشارت نتائج الدراسة أن هناک العديد من التأثيرات المترتبة على تعرض الجمهور البحريني لوسائل الإعلام المحلية في حالة حدوث مشکلة داخلية تخص مملکة البحرين وتتمثل في : کثافة تعرض يزداد تعرّض المبحوثين لوسائل الإعلام البحرينية حينما تحدث مشکلة داخلية تخص مملکة البحرين، زيادة فرص مناقشته المشکلة مع الآخرين، ازدياد تعرضه لوسائل الإعلام غير البحرينية، أو يظل مستوى تعرضه لوسائل الإعلام عمومًا کما هو، وفي المقابل أشارت نتائج الدراسة أن هناک العديد من التأثيرات المترتبة على تعرض الجمهور البحريني لوسائل الإعلام المحلية في حالة حدوث مشکلة خارجية تخص مملکة البحرين وتتمثل في: فرص نقاشه لهذه المشکلة مع الآخرين، زيادة تعرضه لوسائل الإعلام غير البحرينية، أو يظل مستوى التعرض لوسائل الإعلام عمومًا کما هو .
-   أظهرت نتائج الدراسة أن أهداف الاعتماد على وسائل الاعلام تبعا لرأي الجمهور البحريني بالدرجة الأولى يعزى إلى أن وسائل الإعلام البحرينية تتابع القرارات الحکومية بعد صدورها متابعة دقيقة تقديم معلومات تمهيدية عن القرارات الحکومية قبل صدورها، تقوم بشرح وتفسير القرارات الصادرة عن الحکومة مما يساعد الجمهور البحريني على فهم هذه القرارات، تسهم في صناعة القرارات الحکومية المحلية، توفر معلومات ضرورية للمواطنين والمقيمين حول الأنشطة المختلفة التي تقوم بها الحکومة جاءت في المرتبة الخامسة.
-  بينت نتائج الدراسة أن أکثر من ثلي المبحوثين يثقون بوسائل الإعلام البحرينية بالدرجة الأولى تذهب إلى أن وسائل الإعلام البحرينية يقتصر دورها على الإشادة فقط بما تصدره الحکومة من قرارات، يليها أن وسائل الإعلام البحرينية تهتم بتغطية قضايا على حساب قضايا أخرى أکثر أهمية، وأن وسائل الإعلام البحرينية تمنح الفرصة للجمهور للتعبير عن رأيه فيما تصدره الحکومة من قرارات، وفي المقابل  فإن  المواقع الإلکترونية جاءت مصداقيتها ودرجة الثقة فيها منخفضة بالنسبة لثلاثة أرباع المبحوثين ما يتفق مع  (دراسة أحمد إبراهيم علي، 2015).
-  أظهر اختبار فروض الدراسة عن جود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية  بين معدل تعرض الجمهور البحريني لوسائل الإعلام المحلية ودوافع تعرضهم لهذه الوسائل، ووجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين أهداف اعتماد الجمهور البحريني على وسائل الإعلام المحلية کمصدر للمعلومات عن الأحداث والقضايا السياسية ودرجات اعتمادهم على هذه الوسائل، جود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى حرص الجمهور البحريني على متابعة القضايا والموضوعات السياسية في وسائل الإعلام المحلية تعزى لمتغير السن، جود فروق ذات دلالة إحصائية (في مستوى استفادة الجمهور البحريني من المعلومات التي يحصل عليها من وسائل الإعلام المحلية بخصوص الموضوعات المرتبطة بالقضايا السياسية تعزى لمتغير السن .
-  أظهر اختبار فروض الدراسة عن عدم جود فروق ذات دلالة إحصائية  في مستوى حرص الجمهور البحريني على متابعة القضايا والموضوعات السياسية في وسائل الإعلام المحلية تعزى لمتغير النوع، وعدم جود فروق ذات دلالة في مستوى حرص الجمهور البحريني على متابعة القضايا الموضوعات السياسية في وسائل الإعلام المحلية تعزى لمتغير المؤهل العلمي، وعدم جود فروق ذات دلالة إحصائية  في مستوى استفادة الجمهور البحريني من المعلومات التي يحصل عليها من وسائل الإعلام المحلية بخصوص الموضوعات المرتبطة بالقضايا السياسية تعزى لمتغير النوع، وعدم جود فروق ذات دلالة إحصائية  في مستوى استفادة الجمهور البحريني من المعلومات التي يحصل عليها من وسائل الإعلام المحلية بخصوص الموضوعات المرتبطة بالقضايا السياسية تعزى لمتغير المؤهل العلمي، وعدم جود فروق ذات دلالة إحصائية  في مستوى تعرض وسائل الإعلام المحلية للموضوعات السياسية التي تعزز الوعي السياسي بالأحداث السياسية الراهنة تعزى لمتغير النوع، عدم جود فروق ذات دلالة إحصائية  في مستوى تعرض وسائل الإعلام المحلية للموضوعات السياسية التي تعزز الوعي السياسي بالأحداث السياسية الراهنة تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

الكلمات الرئيسية