حدود تأثير استخدام الانترنت على العلاقات الإجتماعية لطلاب الجامعات في اليمن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

* باحث .

المستخلص

سعت الدراسة إلى معرفة حدود تأثير استخدام الإنترنت على طبيعة العلاقات الإجتماعية لطلاب الجامعات في المجتمع اليمني، من خلال التعرف على استخدامهم للإنترنت وتطبيقاتها المختلفة, والکشف عن مدى تأثيرها على حجم وقوة العلاقات الإجتماعية لطلاب الجامعات, والوقت الذي يقضونه مع الأصدقاء وأفراد الأسرة , ودراسة تأثير النوع  والخصائص الشخصية والفردية في ذلک, وأجريت على عينة متعددة المراحل قوامها 400 مفردة من طلاب جامعة صنعاء ممثلة للجامعات الحکومية وجامعة العلوم والتکنولوجيا من الجامعات الخاصة, وجمعت بيانات الدراسة من خلال صحيفة الاستقصاء بالمقابلة.
 وقد أظهرت نتائج الدراسة استمرار الفجوة في استخدام الإنترنت تبعا للنوع حيث تبين أن الذکور أکثر استخداما للإنترنت مقارنة بالإناث, وأن الأفراد الذين يتمتعون بالرغبة في الإتصال والمهارات الإجتماعية استفادوا أکثر من غيرهم من الإنترنت في بناء وتوسيع شبکاتهم الإجتماعية مما يؤکد فرضية الغني يزداد ثراء, ويدل على أن الإنترنت لا تمثل خيارا بديلا للأشخاص الذين يعانون من القلق الإجتماعي ونقص في علاقاتهم الإجتماعية, وبشکل عام فإن هذه الدراسة تقدم العديد من الأدلة على أن الإنترنت ساعدت على توسيع وزيادة حجم الشبکات الإجتماعية للأفراد أکثر مما عملت على تقويتها.
ويمکن القول أن الإنترنت لا تمثل بديلا للإتصال والمقابلات الشخصية حيث يعتمد الأفراد عليها في التواصل مع العلاقات البعيدة أکثر من العلاقات المحلية, غير أن طلاب الجامعات تمکنوا عن طريق الإنترنت من التغلب على بعض القيود المجتمعية في التعارف وإنشاء صداقات مع الجنس الآخر, والتواصل بعيدا عن الرقابة الأسرية والإجتماعية, وأن الإنترنت جعلت من السهل على الفرد البدء في علاقات عاطفية مستفيدا من السرية التي توفرها الإنترنت والتي تجعل البدأ في علاقة عاطفية أقل مخاطرة مقارنة بالإتصال الشخصي, کما تبين أن الإنترنت کان لها دور أکبر في تعزيز علاقات المبحوثين مع الأصدقاء والزملاء أکثر من الأسرة, وکان لها تأثير أکبر في تمتين وتقوية العلاقات مع الأصدقاء في حين ظهر بعض التأثيرات السلبية لاستخدام الإنترنت على الوقت الذي يقضيه المبحوثون مع أفراد الأسرة مما يدعم فرضية الإحلال بالنسبة للوقت مع أفراد الأسرة.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأفراد الذين لا يتناولون القات أکثر استخداما للإنترنت من الأشخاص الذين يتناولونه, ويمکن تفسير ذلک في أن الأشخاص الذين لا يتناولون القات يرون في الإنترنت وسيلة بديلة لقضاء وقت الفراغ وأنهم يلجئون إلى الإنترنت وعالمها الإفتراضي هروبا من مجالس القات.

الكلمات الرئيسية