تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الإعلام المساعد بکلية الإعلام جامعة الأزهر

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على معدلات استخدام الجمهور  لمواقع التواصل الاجتماعي ، والتعرف على طبيعة استخدام الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعي ، وکذلک التعرف على القيم الحاکمة لعمليات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، ومعرفة الآثار الإيجابية والسلبية على الأسرة المسلمة المترتبة على استخدام شبکات التواصل الاجتماعي ، وقد أجريت الدراسة الميدانية على عينة عشوائية من المجتمع البحريني بلغت 285 مفردة ، واستعانت بنظريتي الحتمية التکنولوجية والحتمية القيمية للتعرف على الظاهرة ودراسة متغيراتها .
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج ، من أهمها :
أولا : بينت النتائج أن الفئة العمرية التي ترتبط بفترة الشباب والفتوة هي أکثر الفئات استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي ، وأن غالبية المجتمع البحريني (96%)  يستخدم هذه الشبکات بشکل يومي .
ثانيا : أشارت النتائج إلى أن المجتمع البحريني بشکل خاص والخليجي بشکل عام لم يتأخر کثيرا عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث سجلت العينة خبرة زمنية تعدت الخمس سنوات عند 27% من عينة الدراسة ، و12 % من المبحوثين أشاروا إلى أن استخدامهم لهذه الشبکات لم يتجاوز العام ، و کانت الإنترنت بشکل عام أکثر وسيلة جماهيرية يتم تبنيها بعد اکتشافها بوقت وجيز بخلاف غيرها من الوسائل الإعلامية کالتليفزيون والراديو .
ثالثا : أظهرت نتائج الدراسة أن غالبية المبحوثين يعطون مواقع التواصل الاجتماعي قيما إيجابية ، فقد أشار  92% من عينة المبحوثين أن لمواقع التواصل الاجتماعي جوانبها الإيجابية والسلبية ،وأشار 67% إلى أن الإيجابيات التي تنطوي عليها تفوق سلبياتها ، وجاءت أبرز هذه الإيجابيات التواصل مع الأصدقاء والعالم الخارجي وتبادل الأفکار والآراء معهم  ، والتعرف على ثقافات الآخرين وإلغاء الحدود والحواجز السياسية والجغرافية  ، وأنها تمثل فرصة لنشر الإبداعات الشخصية ، وأشار 33% أن سلبياتها تفوق إيجابياتها ، وجاء على رأسها : المشاکل المتعلقة بالخصوصية ، التي يمکن أن ينتج عنها مشکلات معنوية وسيکولوجية ومادية ، وأنها مجال خصب لإطلاق الشائعات وترديدها ، وإضاعة الکثير من الوقت في متابعة الأصدقاء والمجموعات والصفحات دون فائدة  ، والانعزال عن الواقع الأسري والبعد عن التفاعل مع الأهل والأصدقاء في المجتمع الحقيقي .
رابعا : أثبتت الدراسة أن لمواقع التواصل الاجتماعي آثارها الإيجابية على الأسرة العربية  ، ومنها أن يکون المستخدم على تواصل دائم مع أفراد أسرته ، وإحاطتهم بشکل فوري بکل ما يريد توصيله من رسائل اتصالية عبر النصوص أو الصور أو لقطات الفيديو  ، وأنها توفر مادة للحديث المشترک بين أفراد الأسرة بالإضافة إلى أنه يمکن أن تحقق مواقع التواصل الاجتماعي ما يمکن أن نسميه التثقيف الأسري ، وذلک عبر التعرض للمواد التربوية المفيدة للترابط الأسري .
خامسا : أثبتت الدراسة أن مواقع التواصل الاجتماعي تنطوي على العديد من المخاطر على الأسرة العربية ، وأن هناک عددا من السلوکيات الاتصالية التي تتم عبرها ، ويمکنها أن تدمر الأسرة کأن يقع المستخدم فريسة لعدد من الجرائم کالتصيد أو سرقة الهوية وإنشاء حسابات وهمية ، والاحتيال الرومانسي ، والمهاجمة الإلکترونية وجرائم الفخ الجنسي
سادسا : قدمت الدراسة عددا من الحلول لمواجهة أخطار استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة المسلمة ، ومنها : وضرورة  التخطيط  المسبق  للوقت الذي يقضيه الفرد مع شبکات التواصل الاجتماعي ،  وکذلک تحديد الهدف المسبق من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي  ، حتى يمکن تلبيته بشکل سريع  ، و عدم الإسراف في الکتابة عن الأمور الشخصية التي تمثل أدق الخصوصيات ، حتى لا يستغلها البعض استغلالا سيئا ، والحفاظ دائما على الأسرار الشخصية  على تلک المواقع  ، کذلک  تجب مراقبة الأطفال والمراهقين ، ومتابعة حساباتهم بين الحين والآخر ، من قبل الآباء والأمهات للإطمئنان على أنهم لا يسيئون استخدام تلک المواقع والشبکات ، وبأسلوب لا يفسر هذه الرقابة بأنه نوع من تقييد الحريات ، أو کبت الآراء ، ويجب تعليم الأبناء على الحرية المسئولة ، ويکون ذلک عن طريق ضرب المثل  والحرص قدر الإمکان على تخصيص وقت محدد للتصفح الجماعي ، لأنه من شأنه إيجاد آلية رقابية مشترکة بين أفراد الأسرة المسلمة ، وهذا الأمر يحقق ( الشفافية الاتصالية ) في مواقع التواصل الاجتماعي ، وذلک بالإضافة إلى الاعتصام بحبل الله تعالى ، والتحلي بمکارم الأخلاق التي حث عليها الدين الحنيف، والبعد عن المحرمات أثناء استخدام شبکات التواصل الاجتماعي .  

الكلمات الرئيسية