استخدام الهاتف المحمول وتأثيره على العلاقات الاجتماعية لطلاب الجامعات في اليمن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث دکتوراه

المستخلص

سعت الدراسة إلى معرفة حدود تأثير استخدام الهاتف المحمول على طبيعة العلاقات الإجتماعية لطلاب الجامعات في المجتمع اليمني، من خلال التعرف على دوافع استخدامهم للهاتف المحمول, والکشف عن مدى تأثير استخدامه على حجم وقوة علاقاتهم الإجتماعية, والوقت الذي يقضونه مع أصدقائهم وأفراد أسرهم، ودراسة العوامل المؤثرة في ذلک.
وأجريت على عينة متعددة المراحل قوامها 400 مفردة من طلاب جامعة صنعاء ممثلة للجامعات الحکومية وجامعة العلوم والتکنولوجيا من الجامعات الخاصة, وجمعت بيانات الدراسة من خلال صحيفة الاستقصاء بالمقابلة.
 وقد اتفقت نتائج هذه الدراسة مع فرضيات الإستخدامات والإشباعات من حيث وجود فروق في دوافع المبحوثين واستخداماتهم للهاتف المحمول تبعا للعوامل الفردية والنفسية, ووجود علاقة بين الدوافع واستخدامات الهاتف المحمول, وکذلک وجود علاقة ارتباط  دالة إحصائيا بين دوافع استخدام الهاتف وإدراک العلاقات الإجتماعية نتيجة استخدامه.
کما تبين أن الأفراد الذين يتمتعون بالرغبة في الإتصال والمهارات الإجتماعية استفادوا أکثر من غيرهم من الهاتف المحمول في بناء وتوسيع شبکاتهم الإجتماعية, مما يؤکد فرضية ( الغني يزداد ثراء) ويدل على أن تکنولوجيا الإتصال لا تمثل خيارا بديلا للأشخاص الذين يعانون من القلق الإجتماعي ونقص في علاقاتهم الإجتماعية, وبشکل عام فإن هذه الدراسة تقدم العديد من الأدلة على أن الهاتف المحمول ساعد على توسيع وزيادة حجم الشبکات الإجتماعية للأفراد أکثر مما عمل على تقويتها, ويمکن القول أن الهاتف المحمول لم يشبع رغبات المبحوثين فيما يتعلق بعلاقاتهم الإجتماعية؛ حيث تبين وجود علاقة ارتباط سلبية بين دوافع المبحوثين وإدراک قوة علاقاتهم مع الأصدقاء وأفراد الأسرة(ماعدا أولئک الذين يستخدمون الهاتف المحمول بدافع العاطفة) وأن الهاتف المحمول يمثل مکملا للإتصال والمقابلات الشخصية ويعتمد عليه الأفراد في التواصل مع العلاقات البعيدة أکثر من العلاقات المحلية.
کما تشير النتائج إلى أن طلاب الجامعات تمکنوا من خلال الهاتف المحمول من التغلب على بعض القيود المجتمعية في التعارف وإنشاء صداقات مع الجنس الآخر, والتواصل بعيدا عن الرقابة الأسرية والإجتماعية, وأنه سهل على الطلاب والطالبات البدء في علاقات عاطفية مستفيدين من السرية التي توفرها الدردشة وتطبيق البلوتوث والرسائل القصيرة عبر الهاتف والتي تجعل البدأ في علاقة عاطفية أقل مخاطرة مقارنة بالإتصال الشخصي.
ورغم أن دوافع بعض الآباء لمنح الشباب الهاتف المحمول کان بداعي الأمن والإطمئنان على سلامة الأبناء وزيادة الرقابة عليهم أثناء تواجدهم خارج المنزل, إلا أن العديد من الشواهد تؤکد أن الهاتف المحمول بقدر ما يوفره من الأمن تجاه الأبناء خارج المنزل فإنه يمثل خطورة أکبر؛ حيث ساهم في تسهيل بناء علاقات بين الذکور والإناث بعيدا عن رقابة الأسرة, وحاول الشباب الاستفادة منه في تعزيز علاقاتهم مع الأصدقاء والزملاء أکثر من الأسرة, حيث أظهرت الدراسة أن استخدام الهاتف المحمول کان له تأثير أکبر في تمتين وتقوية العلاقات مع الأصدقاء مما يدعم فرضية التعزيز الإجتماعي, في حين لم يکن له تأثير على الوقت الذي يقضيه المبحوثون مع الأسرة والأصدقاء مما يعني أن فرضية الإحلال لم تتحقق  صحتها في هذه الدراسة.

الكلمات الرئيسية