استخدام الشباب المصـــري لتطبيقات الدردشة عبر الهاتف وعلاقته بمستوي ثقافة الحوار لديهم

مناقشة نتائج البحث
اهتم هذا البحث بدراسة تطبيقات الدردشة التي يتيحها الهاتف المحمول ؛ للتعرف علي الاستخدامات المختلفة لهذه التطبيقات ، وطبيعة هذه الاستخدامات ، وکثافتها ، والدوافع الکامنة ورائها ، فضلا عن دراسة تأثيرات هذه التطبيقات علي مستوي ثقافة الحوار لدي مستخدميها في البيئات الاتصالية التي تشکلها ، وعلاقة ذلک بمستوي ثقافة الحوار لديهم في واقعهم الاجتماعي ؛ فتطبيقات الدردشة التي يتيحها الهاتف المحمول بما تقدمه لمستخدميها من أدوات تفاعلية وإمکانيات تقنية تخلق بيئات اتصالية افتراضية تحاکي تلک الحقيقية والواقعية اصبحت تمثل أداة فعالة قد تکون لها تأثيراتها الايجابية المتمثلة في إرساء مبادئ ثقافة الحوار البناء لدي مستخدميها ، أو السلبية التي تقوم علي نشر قيم وعادات حوارية خاطئة تختفي معها ملامح ثقافة الحوار الراقية والمتحضرة .
وتضمن البحث استبيان رأي عينة من الشباب المصري المستخدم لتطبيقات الدردشة التي يتيحها الهاتف المحمول ، بلغت في حجمها النهائي 400 مفردة ، وخلص هذا الاستبيان في أهم نتائجه إلي ارتفاع کثافة استخدام تطبيقات الدردشة عبر الهاتف المحمول ، وتنوع وتعدد هذه التطبيقات والتي يتم استخدامها في خمس حالات أساسية يأتي في مقدمتها " الرغبة في مشارکة الجميع موقف أو حالة شعورية معينة " .
کما بينت نتائج الاستبيان ارتفاع نسبة من لديهم دوافع طقوسية قوية لاستخدام تطبيقات الدردشة عبر الهاتف المحمول ، وبينت أيضاً ارتفاع مستوي إدراک الخصائص الاتصالية لهذه التطبيقات لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة ؛ وهو ما انعکس في ارتفاع مستوي التفاعلية داخل البيئات الاتصالية الافتراضية لها ، واتضح ذلک في أن غالبية المبحوثين أشاروا إلي الاضطلاع علي کل ما يرد إليهم من رسائل عبر تطبيقات الدردشة التي يتيحها الهاتف المحمول ، والرد علي بعض هذه الرسائل، وبشکل فوري وسريع ، وذلک بکتابة بعض النصوص واستخدام بعض الرسوم التعبيرية، کما أشاروا إلي أنهم يستمرون في التحدث عبر التطبيق الاتصالي مع کل من يستمرون في التحدث إليهم حتي ينتهي الحوار بينهم في ظل مستوي متوسط أو مرتفع من الحضور الاتصالي داخل البيئة الافتراضية لتطبيق الدردشة .
وتشير نتائج الاستبيان إلي تباين مستوي ثقافة الحوار الذي يعکسه استخدام الشباب المصري لتطبيقات الدردشة عن ذلک الذي تعکسه تعاملاتهم اليومية في واقعهم الاجتماعي الحقيقي ، إذ عکس استخدام النسبة الاکبر (97.8%) من أفراد العينة لتطبيقات الدردشة التي يتيحها الهاتف المحمول مستوي متوسط أو منخفض من ثقافة الحوار ، بينما عکست تعاملاتهم اليومية في واقعهم الاجتماعي الحقيقي مستوي ثقافة حوار مرتفع أو متوسط (70.8%)
لقد اهتم هذا البحث من واقع اختبارات فروضه ، ومن خلال الربط بين مدخل الاستخدامات ونظرية الحضور الاجتماعي ؛ اهتم بدراسة العلاقة بين دوافع استخدام الشباب المصري لتطبيقات الدردشة عبر الهاتف المحمول ، ومستوي ثقافة الحوار لديه داخل بيئات هذه التطبيقات من ناحية ، وکذلک اهتم ببحث العلاقة بين کثافة استخدام الشباب المصري للتطبيقات المُشار إليها ، ومستوي ثقافة الحوار لديه في واقعه الاجتماعي من ناحية أخري ، وسعي البحث في إطار ما سبق إلي دراسة تأثير مجموعة من المتغيرات الوسيطة علي هاتين العلاقتين لتحديد العوامل التي قد تقلل أو تعظم من التأثيرات المختلفة لتطبيقات الدردشة التي يتيجها الهاتف المحمول کإحدي التقنيات الاتصالية التکنولوجية المستحدثة .
سعي البحث ايضاً إلي اختبار ما افترضه نموذج " الحضور عن بعد في الواقع الافتراضي" ، من تماثل سلوک مستخدم الوسيلة الاتصالية التکنولوجية في کلا البيئتين الافتراضية التي تخلقها الوسيلة ، والحقيقية التي تمثل الواقع الاجتماعي لمستخدم هذه الوسيلة ، وذلک من خلال دراسة معنوية الاختلاف بين مستوي ثقافة الحوار لدي الشباب المصري داخل البيئات الافتراضية لتطبيقات الدردشة عبر الهاتف ، ومستوي ثقافة الحوار لديه في واقعه الاجتماعي .
وبينت نتائج اختبارات فروض البحث اختلاف دوافع استخدام الشباب المصري لتطبيقات الدردشة عبر الهاتف المحمول باختلاف بعض خصائصهم الديمغرافية ، وهي النوع ، والسن ، والمستوي التعليمي ، والمستوي الاقتصادي الاجتماعي ، والبيئة . کما تبين اختلاف کثافة استخدامهم لهذه التطبيقات باختلاف متغيري النوع والسن فقط من هذه المتغيرات الديمغرافية .