اتجاهات الشباب الجامعي المصري نحو مصداقية المضمون في المواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية

 
يمکن للباحث تحديد المشکلة البحثية الخاصة بالدراسة في التعرف على اتجاهات الشباب الجامعي نحو مصداقية المواقع الإلکترونية الإسلامية ومدى التزام هذه المواقع بالمعايير المهنية التي تحکم آدائها .
وتمثلت نتائج الدراسة  فى:
أولاً : عادات وأنماط استخدام الشباب الجامعي المصري للمواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية: کشفت نتائج الدراسة عن تنامي استخدام الشباب الجامعي المصري للمواقع الإلکترونية الإسلامية في الجامعات الإقليمية بعد الثورات العربية ، حتى أن استخدامها قد فاق تعرض هؤلاء الشباب للقنوات الفضائية والمصادر الأخرى ، ولکن من الملاحظ أن استخدام الشباب الجامعي لهذه المواقع لا يزال محدوداً ، فهو بعد أحداث 25 يناير و30 يونيو لا يزال هذا الاستخدام الدائم لهذه المواقع قليلاً بعض الشيء وذلک لوجود مصادر أخرى ، فالشباب الجامعي يکتفي بالاطلاع على هذه المواقع ومضمونها ، ثم يستکمل التوثق من بعض المعلومات عبر مصادر أخرى ، حيث أن فترات استخدامهم لأقل من ساعة قد استحوذت على أقل من ثلثي عينة الدراسة ، مما يعني أن هذا الشباب في مرحلة استکشاف هذه المواقع ، وتؤکد هذه النتائج أن الکثير من المواقع التي زاد استخدامها بعد  أحداث 25 يناير و30 يونيو کانت في طليعة المواقع التي يفضلها الشباب مثل موقع إسلام أون لاين أو إخوان أون لاين ومواقع بعض الدعاة الجدد ، وفي المقابل قل استخدام هؤلاء الشباب لمواقع بعض المؤسسات الرسمية مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لعدم ثقته في المضامين التي تعرضها هذه المواقع ، وهو ما تشير إليه نتائج (دراسة سحر غريب 2014) من أن جماعة الإخوان المسلمين کانت من  أکثر فصائل الدراسة تناولًا على مدار الفترات الأربعة التي تناولتها الدراسة, تلاها السلفيون، ثم الإخوان والسلفيون معًا ، وهي التيارات التي ظهرت بکثرة بعد أحداث 25 يناير و30 يونيو، وهو ما يؤکده أيضاً أن الدعاة الجدد مثل عمرو خالد قد حاز على أعلى ترتيب لأهم المواقع الإلکترونية الإسلامية العامة التى يفضل المبحوثين تصفحها (دراسة دعاء عرابي ، 2012) ، وإن تراجع بعض الشيء في 2014 نظراً لابتعاده عن الأحداث السياسية المصرية ، ووجود دعاة آخرين مثل موقع الشيخ محمد حسين يعقوب ، موقع الشيخ أبي اسحق الحويني ، موقع الشيخ محمد حسان بنسبة ، موقع الدکتور طارق السويدان ، موقع الداعية مصطفى حسني.
ثانياً : دوافع وأسباب استخدام الشباب الجامعي المصري للمواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية: کشفت نتائج الدراسة تفوق الدوافع النفعية لاستخدام الشباب الجامعي للمواقع الإلکترونية الإسلامية قد تفوقت على الدوافع الطقوسية مثل: للتعرف على وجهة النظر الإسلامية في القضايا السياسية المثارة ، لمناقشة موضوعاتها مع الأهل والأصدقاء والزملاء ، لأنها تمثل لي بديلاً سهلاً ومتاحاً عن وسائل الإعلام الأخرى ، لکي تساعدني في القضاء على التوتر الشخصي الناجم عن عدم المعرفة والجهل ببعض الموضوعات الإسلامية ، لاکتسب منها بعض التفسيرات التي تساعدني على تبني اراء او اتخاذ قرارات أو القيام بسلوکيات مرتبطة ببعض الفاعليات الإسلامية ، وهو مابشير إلى طبيعة هذه المواقع في أن المستخدم يطالعها من أجل المعرفة ببعض الموضوعات الدينية،
ثالثاً : مصداقية المواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية:
أ‌-   متطلبات مصداقية مضمون المواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية: کشفت نتائج الدراسة أن متطلبات مصداقية مضمون المواقع الإلکترونية الإسلامية لدى الشباب الجامعي في الجامعات الإقليمية المصرية تمثل في أنها  تتيح المواقع الإکترونية الإسلامية سهولة الاتصال بالقائمين على هذه المواقع لتحقيق التفاعلية بين الطرفين ، واهتمام هذه المواقع الإکترونية الإسلامية بسرعة الرد على کافة الموضوعات التي يطرحها الشباب ، وتحديث المواقع الإکترونية الإسلامية تحديث المعلومات الواردة بها أولا بأول ، وهو ما يشير ألى ضرورة توافر التفاعلية في هذه المواقع ، حتى يثق فيها الشباب ويصدق کل المعلومات الواردة فيها .
ب‌-  المعايير المهنية التي يجب توافرها في مضمون المواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية: کشفت نتائج الدراسة عن ضرورة توافر بعض المعايير المهنية في المواقع الإلکترونية الإسلامية حتى تستحوذ على اهتمام الشباب الجامعي وفي مقدمتها الحرية في عرض الموضوعات والحيادية في عرض الموضوعات ؛ وربما يرجع ذلک إلى أن هذه المواقع تعبر عن إيدولوجية معينة تحاول أن تعرضها وتؤثر في المستخدمين من خلالها.
ج‌-  اتجاهات الشباب الجامعي المصري في الجامعات الإقليمية نحو مصداقية المضمون في المواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية: کشفت نتائج الدراسة ضرورة عرض المواقع الإلکترونية الإسلامية الموضوعات التي تحظى باهتمام الشباب، تحرص المواقع الإلکترونية الإسلامية على توثيق المعلومات بالأرقام والمراجع التي استندت إليها، تستخدم العديد من المواقع الإلکترونية الإسلامية صيغ إنشائية في عرض المضمون، تدعم المواقع الإلکترونية الإسلامية الموضوعات التي تعرضها باستخدام الوسائط المتعددة والفيديوهات وغيرها، تستخدم المواقع الإلکترونية الإسلامية أساليب الإقناع المختلفة لتأييد وجهة النظر التي تعرضها ، تحرص المواقع الإلکترونية الإسلامية على عرض الموضوعات من وجهة نظر المؤسسة أو الفرد مالک الموقع  ، وتشير النتائج السابقة أن الشباب الجامعي يهتم بالمواقع التي يلائم مضمونها اتجاهاته ويعرض الموضوعات التي تستحوذ على أعلى نسبة اهتمام من هؤلاء الشباب.
ء- عوامل ضعف مصداقية المواقع الإلکترونية الإسلامية بعد الثورات العربية: کشفت نتائج الدراسة عن وجود عدة عوامل تؤثر في عدم مصداقية المواقع الإلکترونية الإسلامية وهي: لا تعبر عن کافة طبقات المجتمع، عدم القبول بوجهة النظر الأخرى، تستخدم الموقع لمهاجمة التيارات الأخرى، الاهتمام بالإثارة وتهييج المشاعر والعواطف ، تعبر عن المذهب أو الجماعة  الذي تنتمي إليها، عدم الفصل بين الرأي والخبر، عدم الحرص على ذکر المصادر أو المراجع التي اعتمدت عليها، وهو ما يشير إلى ضرورة اهتمام هذه المواقع بالمعايير المهنية حتى تستحوذ على اهتمام الشباب الجامعي .