معالجة الإعلام الجديد لقضايا الفترات الانتقالية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العلاقات العامة والإعلان ، کلية الإعلام وفنون الاتصال – جامعة فاروس بالإسکندرية

المستخلص

تتلخص إشکالية البحث في عنصرين أساسيين، يتعلق الأول بالجيل الرابع من الحروب؛ الذي تشکل وسائل الإعلام إحدى أدواته، والثاني مدى اهتمام المواطنين في أي دولة باستخدام وسائل الإعلام – خاصة الأشکال الحديثة منها – في استقاء المعلومات السياسية الخاصة بالدولة، أو للتحرک على الأرض.
ومن خلال تحليلنا للأطر الإعلامية لقضايا الفترات الانتقالية الثلاثة التي تناولتها صفحة وموقع VTV نخرج بالنتائج العامة التالية:
1- تنوعت القضايا التي تناولتها الصفحة والموقع في الفترات الانتقالية الثلاثة، واشترکت جميعها في شغل القضايا السياسية لموقع الصدارة بين القضايا التي تمت مناقشتها، وإن کانت أکثر تنوعاً في الفترة الأولى؛ نظراً لطبيعة الفترة الخاصة بتغيير النظام السياسي للدولة. وکذلک کانت الفترة الأولى الأکثر تنوعاً بين الفترات الانتقالية في القضايا التي تناولتها بصفة عامة؛ حيث تناولت القضايا الإعلامية، والقانونية، والعسکرية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأمنية. وانصب الاهتمام في الفترة الانتقالية على القضايا الاقتصادية بعد القضايا السياسية؛ لوجود نوع من الاستقرار النسبي في أوضاع الدولة، مع بروز مشکلات قانونية أدت إلى انفجار الأوضاع والعودة إلى نقطة الصفر التي انتهت بتغيير النظام السياسي للدولة. أما الفترة الانتقالية الثالثة، فرکزت على بعض القضايا الثقافية فضلاً عن ترکيزها على القضايا السياسية التي تتناسب مع طبيعة تلک الفترة بالطبع، بالإضافة إلى الأغاني الوطنية؛ نتيجة لدعم القوات المسلحة لمطالب المواطنين بتغيير النظام، و الممارسات العنيفة من النظام السابق.
2- کان النشطاء السياسيين هم القوى الفاعلة المحرکة للأحداث في الفترة الانتقالية الأولى؛ نظراً لتصدرهم المشهد بأفکارهم، وحراکهم على الأرض وعلى مستوى مواقع الاتصال الاجتماعي، وما سببه ذلک من مشکلات عديدة. أما القوى الفاعلة في الفترة الانتقالية الثانية فکانت المواطنين العاديين؛ حيث انصب الاهتمام على الظروف المعيشية التي تلت فترة انفلات أمني وفعاليات کثيرة على الأرض أوقفت مسيرة الحياة الطبيعية، فضلاً عن مشارکتهم في بناء مؤسسات الدولة من الاستفتاء على الدستور الجديد، أو الاعتراض على الإعلان الدستوري وتصرفات الرئيس الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين. وتکونت القوى الفاعلة في الفترة الانتقالية الثالثة من النشطاء السياسيين والمواطنين العاديين معاً؛ وذلک نتيجة محاولة بعض النشطاء السياسيين من الفترة الأولى العودة لتصدر المشهد، ودعم المواطنون العاديون للدولة والجيش؛ رغبة في مستقبل أفضل، وحزناً على فقد قوات الشرطة والجيش لعناصرها في مواجهة القوى الإرهابية من النظام السابق.
3- اتسمت السمات الشکلية للمادة المعروضة بتنوع الفترة الزمنية؛ فکانت متوسطة في الفترة الأولى، طويلة في الفترة الثانية، ومتنوعة مابين القصيرة، والمتوسطة، والطويلة، في الفترة الثالثة؛ لتنوع القضايا التي تم تناولها في کل فترة، بالإضافة إلى تنوع القوالب الإعلامية المستخدمة. فکانت القوالب غير محددة في الفترة الأولى، واتخذت شکل القوالب الإخبارية المصورة في الفترة الثانية، کما اتخذت شکل الأغاني الوطنية، والقالب غير المحدد في الفترة الثالثة؛ وذلک أيضاً طبقاً لنوع القضايا التي تم عرضها. کما يرتبط ذلک أيضاً بأسلوب تقديم المحتوى في الفيديو الذي اعتمد في غالبيته على المادة الفيليمية خلال الفترة الأولى، والمادة الفيلمية المصحوبة بحوارات مع المواطنين في الفترة الثانية، والاعتماد على المادة الفيلمية والأرشيفية في الفترة الثالثة؛ وترتبط هذه الأساليب بأنواع القوالب التي تم استخدامها في عرض القضايا. کما ترتبط هذه الأساليب أيضاً بعناصر الإبراز في الفيديو، والتي اعتمدت على الصور واللقطات المقتطعة من البرامج والفيديوهات في الفترتين الأولى والثالثة، ولم تعتمد على أي عناصر للإبراز في الفترة الثانية؛ لوجود تقارير مصورة.
4- کان إطار الصراع هو الإطار الغالب في عرض القضايا في الفترات الانتقالية الثلاثة؛ الصراع بين النشطاء ومن يواليهم وحزب الکنبة من ناحية، والصراع بين النشطاء المنتمين للتيارات الليبرالية والمنتمين للتيارات الدينية من ناحية أخرى، خلال الفترة الأولى. والصراع بين القوى المدنية والمواطنين من ناحية والقوى الدينية المتمسکين بحکم الأخوان المسلمين من ناحية أخرى في الفترة الثانية. والصراع بين نفس القوتين بعد زوال حکم الأخوان ورغبتهم ومن يواليهم في السيطرة مرة أخرى في الفترة الثالثة. لذا، کان نوع الإطار محدداً في الفترات الثلاثة؛ نتيجة لتحديد القضايا المتصارع عليها وأسلوب مواجهتها.

الكلمات الرئيسية