استخدام الانترنت وعلاقته بالتفاعل الاجتماعى والسياسى لذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر "دراسة ميدانية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان کلية الإعلام

المستخلص

يمکن تحديد القضية التى تتناولها هذه الدراسة على النحو التالى من خلال صياغة مشکلة الدراسة.
"تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على تأثير الانترنت على التفاعل الاجتماعى والسياسى لذوى الاحتياجات الخاصة المعاقين جسدياً من مستخدمى الانترنت، وذلک فى ضوء حرکة 7 مليون معاق التى تکونت فى بدايتها عن طريق شبکة الانترنت وتکونت من أشخاص لم تکن لهم علاقة مسبقة ببعضهم البعض، من محافظات مختلفة، وبدأت الحرکة يوم 15 سبتمبر 2009 والتى تتطلع إلى نهضة مجتمعية وحقوقية فى مجال ذوى الإعاقة، لنشر وعى مجتمعى، وتشريع قوانين جديدة لذوى الاعاقة، وذلک فى ضوء دراسة مجموعة من المتغيرات من حيث (معدل استخدامهم للانترنت، والمدى الزمنى لاستخدامهم، وکثافة تعرضهم للانترنت ودوافع استخدام ذوى الاحتياجات الخاصة للانترنت وکذلک نوعية الاشباعات المتحققة لهم. من خلال هذا الاستخدام وطبيعة وأنماط تعرض المبحوثين للانترنت، نوع المواقع والمضامين التى يفضلون الدخول عليها عبر الانترنت والأدوات الاتصالية والخدمات التى تساعدهم على التواصل مع الآخرين عبر الانترنت ومعدل استخدامها.
نتائج التحليل الکيفى للدراسة باستخدام المقابلات المتعمقة:
1- کثافة استخدام الانترنت:
غلبت معدلات التعرض المرتفعة للانترنت على عينة ذوى الاحتياجات الخاصة فى الدراسة الکيفية،  إذ اتفقوا جميعاً على تصنيفهم بأنهم Internet Heavy users أى من مستخدمى الانترنت بکثافة مرتفعة، حيث لا تقل فترة استخدامهم عن ثلاث ساعات بحد أدنى يومياً لتصل إلى 5 ساعات فأکثر وفقاً لمتطلبات ودوافع استخدامهم للانترنت، کما أنهم يستخدموا الانترنت أکثر من مرة فى اليوم، وبالأخص فى فترة الصباح والمساء والسهرة.
2- دوافع استخدام ذوى الاحتياجات الخاصة للانترنت:
اتفقت عينة ذوى الاحتياجات الخاصة إلى حد کبير حول دوافع استخدامهم لشبکة الانترنت والتى تمثلت وفقاً لأهميتها  مرتبة من وجهة نظرهم على النحو التالى:
-  الحصول على المعلومات.
-  التواصل مع الأصدقاء سواء الأصدقاء الذين تعرفوا عليهم على شبکة الانترنت أو أصدقائهم فى الواقع الحقيقى من خلال مواقع الشبکات الاجتماعية مثل Facebook، وعرف الدردشة.
-  مناقشة القضايا فى المجالات المختلفة وبخاصة القضايا السياسية تليها القضايا الاجتماعية ثم الرياضية يليها الدينية، وذلک من خلال التعبير عن أرائهم بحرية مطلقة دون وجود أية قيود أو محاذير وتبادل الحوار ووجهات النظر والآراء مع أصدقائهم من خلال المدونات والمنتديات والـ Facebook.
-  متابعة الأخبار وبخاصة السياسية والرياضية.
-  قضاء أوقات الفراغ والتسلية والترفيه.
-  اکتساب أصدقاء جدد.
3- تأثير الانترنت على التفاعل الاجتماعى لذوى الاحتياجات الخاصة:
انقسمت نتائج الدراسة الکيفية  فيما يتعلق بمحور تأثير الانترنت على التفاعل الاجتماعى لذوى الاحتياجات الخاصة إلى ثلاث فئات على النحو التالى:
الفئة الأولى تتبنى رؤية أن الانترنت تعتبر مصدر هام ومؤثر فى تفاعلهم الاجتماعى على شبکة الويب عن طريق التواصـل سواء مع أصدقائهم الذين تعرفوا عليهم من الانترنت أو أصدقائهم الفعلين فى المجتمع الحقيقى ولکنها تسبب العزلة الاجتماعية والانطوانية وتؤثر بالسلب على علاقاتهم الاجتماعية بأفراد أسرتهم وأصدقائهم فى الواقع الحقيقى بمعنى أن (75%) أى ثلاثة أرباع عينة ذوى الاحتياجات الخاصة متفاعلين اجتماعياً ومتواصلين مع أصدقائهم على شبکة للانترنت ولکنهم غير متفاعلين فى المجتمع الواقعى، وقد يعزى ذلک إلى اعاقتهــم التى تعــزلهم عن مجتمعهــم الفعلى الحقيقى نظراً لنظرة المجتمع الدونية لهم والتحقير من شأنهم باعتبارهم أشخاص منتقصون وعاجزون وغير أسوياء من وجهة نظر الآخرين وهذا ما أکده:
علاء (19 سنة) طالب بکلية الاثار "استخدم الانترنت فى الحديث دائماً مع أصدقائى، فلى أصدقاء کثير حتى فى أمريکا وبتکلم معهم عبر الانترنت عکس أصدقاء الواقع إذ أننى معاق حرکياً باجلس على کرسى وبتألم من نظرة الآخرين وخصوصاً أصدقائى دائماً ينظروا لى نظرة شفقة تجعلنى اشعر بالحزن على شئ لا يد لى فيه على الإطلاق، فما ذنبى أن ربنا خلقنى معاق، لکن فى الانترنت محدش عارف حد ولا يراه، فکل يوم أشعر أننى اکتسب صديق عبر الانترنت، عکس الواقع بأخسر فيه صديق کل يوم من کثرة الکلام اللى بيجرح، وأکثر أصدقاء أحب اتکلم معهم هم أصدقائى ممن تعرفت عليهم عبر الإنترنت".

الكلمات الرئيسية