هل تؤثر تکنولوجيا الاتصال على الهوية الثقافية للمجتمع العربي؟

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان - کلية الإعلام جامعة القاهرة

المستخلص

تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على علاقة ثورة الاتصال بتعزيز الهوية الثقافية للمجتمع العربي وذلک من خلال الإجابة على التساؤل التالي:
هل تضعف المضامين الأمريکية والغربية المبثوثة عبر التقنيات الاتصالية، الهوية الثقافية للشباب الجامعي المصري والإماراتي؟ أم تثريها أم تدعم تلک المضامين الهوية وتقويها وتدفع الشباب إلى زيادة التمسک بها لمقاومة کل ما هو دخيل على الثقافة العربية؟
وحاولت هذه الدراسة اختبار علاقة ثورة الاتصال بالهوية الثقافية للمجتمع العربي، من خلال طرح سؤال رئيسى مؤداه هل يزيد الاعتماد على المضمون الأمريکى إلى تدعيم الهوية أم إلى إستلابها؟ وقد طبقت الدراسة على عينة متکونة من 400)) طالب وطالبة من الشباب المصرى الجامعى و( (200طالب وطالبة من الشباب الإماراتي، وذلک باستخدام أداة الاستبيان والمحادثات التليفونية والمناقشات الجماعية المتعمقة. ويمکننا أن نخلص، فى سياق هذه الدراسة، إلى وجود مقاومة من قبل الشباب المصري لمضامين التقنيات الاتصالية التى تتحدث عن الولايات المتحدة الأمريکية، بينما قام الشباب الإماراتي ببناء معنى ارتبط بالتفاعل الإيجابي مع المضامين الإعلامية. من جهة أخرى، يميل الشباب فى الدراستين، فى المرتبة الثانية، نحو فئة التبعية بفعل المضامين المبثوثة عبر الفضائيات المصرية والإماراتية والتى تهدد من مکونات هويتهم الوطنية. ويتطلب الأمر، فى هذا السياق، رؤية أکثر واقعية للواقع الإعلامي المصرى والعربي وأکثر معايشة للشباب حتى يمکن الحکم عليه فى ضوء ما يمتلک من قدرات وامکانيات وعمليات "بناء معان" نحو الذات ونحو الآخر. ومن هنا توصى الدراسة بضرورة تفعيل معايير الحوکمة الإعلامية المرتبطة بالتنظيم المؤسسي والمسئولية الإجتماعية للوسيلة، فضلا عن ممارسة نقد الذات کخطوة جوهرية نحو الإصلاح.  ويسهم ما تقدم، تبعا لذلک، فى بناء جيل واع وقادر على التفاعل السليم والنشط مع معطيات العصر، فى إطار الالتزام بالمنظومة القيمية والأخلاقية، ومن شأن ذلک کله تدعيم هوية مجتمعاتنا العربية.


 

الكلمات الرئيسية