ترکز الدراسة الحالية على البحوث والدراسات العالمية الحديثة التى تناولت دور الاتصال فى إدارة الأزمات على المستويين النظرى والتطبيقى وتفسير المتغيرات الحاکمة لهذا الدور وما تستطيع أن تقدمه هذه الدراسات والبحوث فى تطوير الوسائل المتبعة فى إدارة الأزمات على المستوى الاتصالى والإعلامى فى ظل التطور التکنولوجى الهائل فى علوم وتقنيات الاتصال الذى شهده العالم خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين وإمکانية توظيف هذه التقنيات الحديثة فى تناول ومعالجة الأزمة والکوارث التى يشهدها بصورة ملحوظة فى الفترة الأخيرة
وتمثل التعليق النقدي للدراسات فى:
- إهتمت النماذج المختلفة بدراسة تأثير المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية وأهمية الإتصالات التى تقوم بها العلاقات العامة بهدف الوقاية والمنع وهى النماذج القائمة على إدارة القضايا باعتبارها جزء من الإستراتيجيات الوقائية لإتصالات الأزمة وتختلف عن إتصالات "الموقف الوقتى" Contingent" والتى تحدث وقت وقوع الأزمة فقط وإنما هى إتصالات تبنى على التخطيط والإستشعار والتحسب والمدى الزمنى الطويل فتتم قبل وأثناء وبعد الأزمة.
- إهتمام الدراسات فى البداية بتقديم نماذج عامة کلية ترتکز على الجوانب التفصيلية المادية للأزمة کالترکيز على أهمية تشکيل فريق للأزمة، والتجهيزات الإتصالية المطلوبة وتدريب ممارسى العلاقات العامة والإتصال على التعامل مع الأزمة ثم تحول الإتجاه إلى تناول جوانب أخرى تنظيمية کهوية المنظمة وثقافتها وحجمها ونوعها وتأثير ذلک على کفاءة إتصالات الأزمة.
- التحول فى الدراسات من الإعتماد على نموذج رد الفعل التقليدى الذى لم يعد مجدياً فى ظل التقدم الفنى والتکنولوجى فى الإتصالات إلى الإعتماد على إسلوب المبادرة أو مايُعرف إعلامياً بنموذج المبادرة والذى يعتمد على التوازن فى الإتصالات الداخلية والخارجية للمنظمة والإعتماد على التقنيات الحديثة فى الإتصال لسرعة نقل المعلومات الدقيقة ضماناً لإحداث إستجابة سريعة وفعالة أثناء الأزمات، وهو ما يصاحب أيضاً تزايد الإهتمام بدراسة الإتصالات التفاعلية الشاملة لإدارة الأزمات بالإعتماد على قواعد المعلومات المتاحة عن الموقف الکلى للأزمة وهو مايمثل الرؤى المستقبلية لهذه النماذج فى التعامل مع الأزمات مستقبلياً وإدارتها بإستخدام التقنيات الحديثة لتکنولوجيا الإتصال.
وقد تميز مجال الإتصال وإدارة الأزمة على مستوى الدراسات العربية الحديثة بوجه عام بالندرة خلال السنوات الأخيرة بإستثناء بعض الدراسات التى أجريت فى مجالات محدده کالمجالات الإقتصادية والصحية ومعالجة وسائل الإعلام لبعض الأزمات المحلية فى مصر وبعض المجتمعات العربية ومن هذه الدراسات : - دراسة حنان جنيد-2009(50) (77)، حول المعالجة الصحفية لأزمة انفلونزا الخنازير وهى دراسة تطبيقية تحليلية لمضمون الصحف القومية والحزبية والمستقلة فى مصر وتوصلت إلى عدم حيادية مضمون الإتصال المطبوع فى معالجتة إعلاميا للأزمة من قبل بعض الصحف الرسمية والخاصة وترکيز مضمون الإتصال الصحفى على البعد المحلى فى معالجة الأزمة دون وجود استراتيجية محددة لإحتواء الأثار المترتبة عليها لدى الجماهير.
وتتفق نتائج الدراسة مع نتائج مجموعة من الدراسات فى مجال الإتصال والأزمة والتى اجريت مؤخرا کدراسة کل من Fiona Chew,Sushma Palmer 2003-2007 حول تأثير المعلومات الصحية فى إدارة الازمات وتوجية سلوکيات الجمهور وکذلک دراسة أمال الغزاوى 2010 حول اهمية الإتصال خلال الأزمات متمثلة فى ازمة أنفلونزا الخنازير خاصة فى مرحلة نشر جوانب المعرفة بالأزمة. کما توصلت سها البطراوى2009 إلى قلة مدرکات عينة الدراسة فى المراحل التنفيذية لحملة انفلونزا الطيور بالرغم من الجهود الإعلامية والتوعوية بخطورة الوباء وان کثافة التعرض للحملة ام يؤثر على انتقال المبحوثين لمراحل السلوک الإيجابية.وکذلک دراسة حنان جنيد حول المسئولية الإجتماعية لوسائل الإتصال الجماهيرية بالتطبيق على أزمة المرور وتوصلت فى نتائجها إلى ان الأتصال المطبوع من خلال الصحف والمجلات العامة يغلب علية الطابع الخبرى فى معالجتة للأزمة وإعتماد الإعلام على المصادر الرسمية للمعلومات وان المواقع الإليکترونية العامة تتسم بالطابع الإرشادى الذى لا يتعلق بالتعليم او تغيير سلوک الجماهير.کما رکزت بعض الدراسات العربية الحديثة على دور الإتصال فى معالجة الأزمات الأقتصادية ومنها دراسة فيصل عبد الله الحسون 2010(78) حول دور العلاقات العامة فى إدارة الأزمات الإقتصادية بالمجتمع المالى السعودى ودراسة سماح ماضى 2009(79) حول رصد وتحليل معالجة الصحف المصرية للأزمة المالية العالمية فى خطابها الصحفى، ودراسة خالد عبد الجواد(80) 2009 حول رصد وتحليل المعالجة الإعلامية لقضايا وموضوعات الأزمة المالية العالمية فى المواقع الإخبارية العربية (الجزيرة – العربية – أخبار مصر). Timothy Combs (2007)(81) حول الأزمة المالية العالمية وتقييم دور الاتصالات إثناء الأزمة ودراسةTVAN Savie (2008)(82) وأهميته بدارسة وتعليل أسباب الأزمات الاقتصادية ومنها موقف وسائل الاتصال الجماهيرية وخاصة القنوات الفضائية ودراسة Andre kohut(2008)(83) حول تحليل اهتمامات الإخبار الرئيسية بکبرى المحطات التليفزيونية مثل فوکس وس إن إن وسى بى إسى وإن بى سى فى إطار تغطيتهما اللازمة الاقتصادية وهى من الدراسات التي حددت بدقة اهتمامات وسائل الإعلام الکبرى اثناء الأزمة .
جنيد, حنان. (2015). دراسة تتبعية لتطور دراسات إتصالات الأزمة محليا وعالميا. المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة و الإعلان, 2015(1), 35-76. doi: 10.21608/sjocs.2015.89020
MLA
حنان جنيد. "دراسة تتبعية لتطور دراسات إتصالات الأزمة محليا وعالميا", المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة و الإعلان, 2015, 1, 2015, 35-76. doi: 10.21608/sjocs.2015.89020
HARVARD
جنيد, حنان. (2015). 'دراسة تتبعية لتطور دراسات إتصالات الأزمة محليا وعالميا', المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة و الإعلان, 2015(1), pp. 35-76. doi: 10.21608/sjocs.2015.89020
VANCOUVER
جنيد, حنان. دراسة تتبعية لتطور دراسات إتصالات الأزمة محليا وعالميا. المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة و الإعلان, 2015; 2015(1): 35-76. doi: 10.21608/sjocs.2015.89020