اعتمـاد اسـاتذة وطلاب الجامعــة علي الفيس بوک کوسـيلة للتواصل الأکاديمي بينهم وعـلاقته بصورة کل منهم لدى الآخر

اهتم هذا البحث بدراسة اعتماد أساتذة وطلاب الجامعة علي موقع الفيس بوک کوسيلة للتواصل الأکاديمي بينهما ، من حيث درجة هذا الاعتماد ، وأهدافه ، ومستوي تفاعلية العمليات الاتصالية التي تتم في إطاره ، فضلاً عن أثره في تشکيل الصورة المتبادلة بين أساتذة وطلاب الجامعة عبر الواقع الافتراضي للفيس بوک ، وهي الصورة التي قد تؤثر بدورها في مدي ايجابية او سلبية نظيرتها المشکلة لدي کل منهما في الواقع الاجتماعي الذي يعيشونه . إذ أصبحت البيئة التفاعلية الافتراضية التي يقدمها موقع الفيس بوک لدي الکثير من مستخدميه بيئة واقعية تحاکي إلي حد کبير نظيرتها الحقيقية ، يندمجون داخلها لتشکل جزءا من إدراکهم للواقع الاجتماعي، ومن ثم قد تؤثر في رؤيتهم لهذا الواقع ، وتساهم في تشکيل صورهم الذهنية لعناصره وأبعاده المختلفة . 
وتضمن البحث استبيان رأي عينتين من أساتذة وطلاب الجامعة بلغ حجم کل عينة منهما 200 مفردة ،  وخلصت الدراسة الميدانية لعينتي الأساتذة والطلاب في أهم نتائجها إلي ارتفاع کثافة استخدام غالبيتهم للفيس بوک بوجه عام ، وتوسط درجة استخدامهم لهذا الموقع في التواصل الاکاديمي علي وجه التحديد ، فهو لم يعد أداة للتواصل الاجتماعي وفقط ، وانما للتواصل الأکاديمي أيضاً ، وهو تواصل جاد يعکس مستويات مرتفعة الي حد ما من تفاعلية العمليات الاتصالية التي تتم في إطاره.
کما بينت نتائج الدراسة الميدانية اتفاق الغالبية العظمي (74.5%) من أفراد عينتي الأساتذة والطلاب في الاعتماد علي موقع الفيس بوک في بعض الاحيان للتواصل الاکاديمي فيما بينهم ، وبينت أيضا أن هذا الاعتماد عادة ما يکون من أجل مناقشة بعض النقاط الدراسية التي لا يکفي وقت المحاضرة للاستفاضة بها ، وکذلک من أجل استکمال عملية الارشاد الاکاديمي ، أي أنه عادة ما يکون بغرض الفهم أو التوجيه . وتتفق هذه النتائج مع طبيعة التواصل الاکاديمي في حد ذاته فهو تواصل جاد ؛ يختلف الي حد کبير عن التواصل الاجتماعي .
وبينت أيضا نتائج الدراسة ارتفاع مستوي إدراک الغالبية العظمي من أفراد عينتي أساتذة وطلاب الجامعة لخصائص الفيس بوک کوسيط اتصالي ، ويتفق ذلک مع ارتفاع کثافة استخدام موقع الفيس بوک لدي غالبية (61.3%) أفراد عينتي الدراسة ؛ إذ يقترن الاستخدام الکثيف للموقع بفهم ما يتيحه من إمکانات ويوفره من مميزات وسمات ، ويقترن أيضا بالقدرة علي الحکم علي هذه السمات والامکانيات ؛ ومن ثم تشکيل اتجاه واضح نحو ما تميزه ، وفي هذا الإطار بينت نتائج الدراسة ايجابية اتجاه النسبة الأکبر من أفراد عينتي الأساتذة والطلاب نحو موقع الفيس بوک بوجه عام .
أما عن الصورة الذهنية المتبادلة بين أساتذة وطلاب الجامعة عبر الواقع الافتراضي للفيس بوک فقد تبين من واقع نتائج الدراسة الميدانية توازن هذه الصورة لدي غالبية أفراد عينتي الأساتذة والطلاب من ناحية ؛ کما تبين ارتفاع مستوي إدراک واقعيتها لدي النسبة الأکبر منهم من ناحية أخري ، واتفقت أيضاً غالبية أفراد عينتي الأساتذة والطلاب في توازن الصور المتبادلة بينهم في الواقع الاجتماعي .
وبوجه عام کشفت نتائج المقارنة بين أفراد عينتي أساتذة وطلاب الجامعة عن وجود فروق دالة إحصائيا بينهما في کثافة استخدام موقع الفيس بوک بوجه عام ، وفي کثافة استخدامه کوسيلة للتواصل الاکاديمي بوجه خاص ، کما کشفت عن وجود فروق دالة إحصائيا بينهما في درجة الاعتماد علي هذا الموقع کوسيلة للتواصل الاکاديمي ، وفي مستوي إدراک خصائصه الاتصالية ، وفي الاتجاه نحوه . وتبين أيضا وجود فروق دالة احصائيا بين أساتذة وطلاب الجامعة في مدي ايجابية أو سلبية الصورة الذهنية المتبادلة بينهما عبر الواقع الافتراضي للفيس بوک من ناحية ، وتلک المتبادلة بينهما في الواقع الاجتماعي الذي يحيونه من ناحية أخري .
لقد اهتم هذا البحث من واقع اختبارات فروضه ، ومن خلال الربط بين نظرية الاعتماد ومدخل التفاعلية من ناحية ، ومدخل إدارة الصورة الذهنية للأفراد والجماعات من ناحية أخري ؛ اهتم بدراسة العلاقة بين درجة اعتماد أساتذة وطلاب الجامعة علي الفيس بوک کوسيلة للتواصل الأکاديمي فيما بيهم ، ومدي ايجابية او سلبية الصورة الذهنية المتبادلة بينهما عبر البيئة الافتراضية لهذا الموقع من ناحية ، وکذلک اهتم بدراسة العلاقة بين هذه الصورة المتبادلة بين أساتذة وطلاب الجامعة عبر الواقع الافتراضي للفيس بوک ، ونظيرتها المتبادلة بينهم في الواقع الاجتماعي من ناحية أخري . وسعي البحث في إطار ما سبق إلي دراسة تأثير مجموعة من المتغيرات الوسيطة علي هاتين العلاقتين لتحديد العوامل التي قد تقلل أو تعظم من التأثيرات المختلفة لموقع الفيس بوک بما يمثله من بيئات افتراضية تفاعلية ، علي إدراک مستخدميه لواقعهم الاجتماعي بعناصره وابعاده المختلفة .
وبينت نتائج اختبارات الفروض اختلاف کثافة استخدام کل من أساتذة وطلاب الجامعة لموقع الفيس بوک کوسيلة للتواصل الأکاديمي بينهم ، باختلاف بعض خصائصهم الديمغرافية والدراسية ، وهي : نوع الاستاذ ، وسن کلا من الأستاذ والطالب ، والمستوي الاقتصادي الاجتماعي للأستاذ ، ودرجته الوظيفية ، ونوع دراسة الطالب ، کما تبين اختلاف درجة اعتمادهم علي هذا الموقع في التواصل الاکاديمي بينهم باختلاف متغيرات الدرجة الوظيفية للأستاذ ، وسنه وسن طلابه ، ونوع ومرحلة دراستهم .  
وفي ضوء هذا التأثير الواضح للخصائص الديمغرافية والدراسية لأساتذة وطلاب الجامعة علي کثافة استخدامهم ودرجة اعتمادهم علي موقع الفيس بوک في التواصل الأکاديمي بينهم ، تبين وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة اعتماد أساتذة وطلاب الجامعة علي الفيس بوک کوسيلة للتواصل الأکاديمي فيما بيهم، ومدي ايجابية او سلبية الصورة الذهنية المتبادلة بينهما عبر البيئة الافتراضية لهذا الموقع ، کما تبين تأثر هذه العلاقة بمتغيرات : مستوي إدراک خصائص الفيس بوک ، والاتجاه نحوه ، مستوي تفاعلية العمليات الاتصالية التي تتم عبره .
وبينت أيضا نتائج اختبارات فروض البحث وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين الصورة المتبادلة بين أساتذة وطلاب الجامعة عبر الواقع الافتراضي للفيس بوک ، ونظيرتها المتبادلة بينهم في الواقع الاجتماعي ، وجاءت هذه العلاقة ايجابية ومتوسطة القوة ، وهو ما يشير إلي الدور الواضح الذي أصبح موقع الفيس بوک يقوم به في تشکيل صور مستخدميه عن واقعهم الاجتماعي بکل عناصره وأبعاده ؛ وذلک من خلال ما تخلقه بيئته الافتراضية لدي هؤلاء المستخدمين من صورا ذهنية عن عناصرها وابعادها التي تحاکي وتناظر تلک القائمة بواقعهم الاجتماعي . ويؤکد ذلک ما خلصت إليه الدراسة من أن الصورة المتبادلة بين الأساتذة والطلاب داخل الواقع الافتراضي للفيس بوک تمثل أحد أهم العوامل المؤثرة في تشکيل تلک الصور المتبادلة بينهم داخل الواقع الاجتماعي لکل منهم .